ولم يأخذوا الأحكام منها؟ يا ولدي: أخاف أن تخدعك بعض الدعوات المعاصرة، الداعية إلى نكران فضل الأئمة، والخروج عليهم، فإن بعض الشباب يفهم من الحديث المروي فهماً مُعيناً، فإذا خالفه غيره قال له: لقد خالفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
لا يا ولدي.
إن الحديث الواحد يصلنا بروايات عديدة.
والرواية الواحدة كلما تعمقنا في دراستها، جادت علينا بعطاءٍ جديد.
وأئمة المسلمين كانوا علماء بالحديث، ناقدين للسند، عارفين بالرجال الذين يروون الحديث، لقد ألف الإمام مالك كتابه (الموطأ في الحديث) والإمام أحمد بن حنبل له (مسنده) في الحديث والإمام الشافعي ييؤكد كتابه (الأُم) على علمية واسعة بالحديث، وفهم عميق للسند.
وكان الإمام الشافعي يُعلق بعض المسائل فلا يُفتي فيها