جهاد: عندما أدرس أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أشعر بأن عظمته تتجلى في تطابق أفعاله مع كل ما أمر به.
ولعل هذا السبب في أن أقرب الناس منه، وأطلعهم على سلوكه الخاص، هم أكثر الناس إيماناً به، وتعظيماً لقدره - صلى الله عليه وسلم - لقد قالت عائشة - عن يقين - كان خلقه القرآن.
جميل: بل يزيد الأمر على ما تفضلت به يا جهاد.
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى أصحابه عن صوم الوصال، ومع ذلك كان يصومه هو.
وأسقط الله عنه وجوب القسمة في المبيت بين نسائه.
قال تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب 51] ، ومع ذلك ظل النبي على المساواة بينهن في القسمة، وكان يعتذر إلى الله ويقول: "اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ"