نَزعَ الفرزدقُ ما يَسرُ مجاشِعاً ... منهُ مُراهَنةٌ ولا مِشوارُ
قوله مشوار إنما يريد مختبر الخيل.
قَصرُتْ يداكَ عنِ السماء فلم يكُنْ ... في الأرضِ للشجرِ الخبيثِ قرارُ
أثنتْ نَوارُ على الفرزدقِ خَزيَةً ... صَدقَتْ وما كذَبتَ عليكَ نَوارُ
إنّ الفرزدقَ لا يزالُ مقنّعاً ... وإليهِ بالعمل الخبيثِ يُشارُ
قوله مقنعاً، يقول: يقنّع رأسه يستحيي مما يأتي من المخازي.
لا يخفَينّ عليكَ أنّ مجاشعاً ... لو يُنفَخونَ منَ الخؤورِ لَطاروا
إذ يُوسرَونَ فما يُفَكُ أسيرُهُمْ ... ويُقتّلونَ فتَسَلمُ الأوتارُ
يقول: من ضُعفهم لا يفك أسيرهم من بخلهم، ولا يطلبون وتراً فيدركونه.
ويُفايَشونَكَ والعظامُ ضَعيفةٌ ... والمُخُ ممتَخَرُ الهُنانَة رارُ
الهنانة المخ الرقيق. وقوله يفايشونك، يقول يفاخرونك بالكذب بما ليس بهم من الفخر في قديم ولا
حديث. وقوله والعظام ضعيفة، يقول: ليس لهم مآثر يعدونها عند الفخار، فأمرهم ضعيف لا يصدقون
فيما يقولون. قال: وإنما يريد أنه ليس بعظامهم مخ، فهم ضعفاء. والهنانة الشحم والرار المخ الرقيق.
وإنما يريد أنه ليس لعظامهم مخ فنسبهم، إلى الضعف. قال أبي رحمه الله ممتخر منتزع.
شَهِدَ المُهَمّلُ أنّ جيشَ مجاشِع ... رَضَعوا الأيورَ على الخَزيرِ فخاروا
قوله شهد المهمّل، يريد المهمّل بن عبد الله بن قيس، أحد بني العدوية، وكان شريفاً، وله يقول الفرزدق: