يرجع عليك منه، مثل الثرثار من الرجال، وهو الكثير الكلام.
سَعدٌ أبَوا لكَ أنْ تَفي بجِوارِهِم ... أو أنْ يَفي لكَ بالجِوار جِوارُ
يريد بقوله سعد أبوا لك، يعني غدرهم بالزبير، حيث أجاروه ثم خذلوه، حتى قتله ابن جُرموز في
بلادهم وديارهم.
تِلكَ التي شَدّخوا بَواطِنَ كَينِها ... أضخَى مُخالِطَ بَولِها الإمغارُ
قوله الأمغار، يعني خروج الدم مع البول. شبّه حمرة الدم بحمرة المغرة. يقول: من كثرة ما نُكحت
صارت كذلك.
قد طالَ قرعُكَ قبلَ ذاكَ صَفاتَنا ... حتى صَممتَ وفُلّلَ المنقارُ
يابنَ القُيونِ وطالَ ما جَرّبتني ... والنّزعُ حيثُ أمِرّتَ الأوتارُ
ما في مُعاوَدَتي الفرزدقَ فاعلَموا ... لمُجاشع ظَفرٌ ولا استبشارُ
إنّ القصائِدَ قدْ جَدَعنَ مجاشِعاً ... بالسّمٌ يُلحَمُ نَسجُها ويُنارُ
قوله قد جدعن مجاشعاً، يقول قد قطعن الآذان والأنوف لما نزل بهم من شدة قولي، وما ذكرت من
مساويهم في شعري، فأصابهم من ذلك ما يصيب من قُطع أنفه وأذنه.
ولَقُوا عَاصي قدْ عَيَيتَ بِنَقضها ... ولقدْ نُقِضتَ فما بكَ استمرارُ
قوله عواصي، يعني هذه القصيدة صعبة، قد مرت على الناس عاصية لمن لامها، لا تقبل منه، ولا
تلتفت إليه، فضربه مثلاً لذلك.
قد كان قَومُكَ يحسبونَك شاعِراً ... حتى غَرِقْتَ وضَمّكَ التيارُ
يقول: لما سمعوا شعري ازدروا شعرك. والتيار الموج فشبه شعره بالبحر بأمواجه فغرّقه.