نَثَلَتْ عليك مِنَ الخَزيرِ كأنها ... جَفرٌ تخَرّمَ حافتيهِ جِفارُ
نثلت سلحت من أكل الخزير. أي كانت إلى جانبه جفار، فتخرم بعضها إلى بعض فاتسع.
إنّ الفرزدقَ لن يُزاولَ لُؤمَهُ ... حتى يزولَ عنِ الطريقِ صرِار
فيمَ المِراء وقدْ سبقتُ مجاشعاً ... سبقاً تقطّعُ دونَهُ الأبصارُ
يقول: سبقتهم سبقاً، وتقدّمتهم تقدّما، لا يراني من خلفي.
قَضَتِ الغَطارفُ مِنْ قُريش فأعترَفْ ... يا ابنَ القُيونِ عليكَ والأنصارُ
قوله قضت الغطارف من قريش، قال: الغطارف سادة القوم وسمحاؤهم، الذين يقومون بما ناب
قومهم من شدة ومكروه ونازلة، فهم عتاقهم. قال: والاعتراف الإقرار والرضى بما قُضي عليهم
وألزموهم. يريد فأقر بذلك من فضلنا وقديمنا وفخرنا.
هل في مائينَ وفي مائينَ سَبقتُها ... مَدّ الأعِنّةِ غايَةٌ وحِضارُ
كَذَبَ الفرزدقُ إنّ عُودَ مجاشعِ ... قَصِفٌ وإنّ صَليبهُم خَوّارُ
صليبهم خشبتهم. وقوله قصف، يعني عودهم ضعيف يتقصف من ضعفه. وقوله صليبهم، يريد
سيدهم الذي يعتمدون عليه. يقول هو خوّار ضعيف لا خير عنده، فكيف بمن سواه.
ما كانَ يخلفُ يا بَني زَيدِ أستِها ... منكُمْ مخَيلَةُ باطِلٍ وفَخارُ
وإذا بَطنتَ فأنتَ يا ابنَ مجاشِع ... عندَ الهَوانِ جُنادِفٌ نَثّارُ
الجنادف القصير من الرجال. والقصر عند العرب عيب في الرجال والنساء. وقد عابت الشعراء
القصر في شعرها في الجاهلية والإسلام. وقوله نثّار، يعني أنت كثير الكلام، يريد تنثر كلامك نثراً لا تعرف ما