فسَقَى صدَى جَدَثٍ بِبرقَةِ ضاحِك ... هَزِمُ أجَشُ وديمَةٌ مِدرارُ
هزم شديد صوت الرعد. يقال سمعت هزمة الرعد. قال: والصدى جثمان الميت وعظامه. والجدث
القبر. يقال جدف وجدث. وقوله هزم يعني سحاباً متشققاً بالرعد. قال: والأجش الذي في صوته
جُشّة، وهي البحة. وقوله ضاحك، كل نقب في جبل فهو ضاحك. قال وإنما شبهها بالضاحك، لأنها
فرجة مفتوحة في الجبل، فكأنه يضحك وذلك لانفتاحه، كما يفتح الضاحك فمه. وكل نقب في جبل
فهو ضاحك.
هَزِمُ أجَشٌ إذا استَخارَ ببَلدَة ... فكأنها بِجِوائِها الأنهارُ
مُتراكِبُ زجلٌ يُضيِء وَميضُهُ ... كالبُلقَ تحتَ بُطونِها الأمهارُ
ويروى متراكم. وقوله وميضه هو لمع برق السحاب. وقوله زجل يريد صوت الرعد. يقول له
زجل يعني صوتاً. وقوله كالبلق يريد كالخيل البلق.
كانتْ مُكَرّمَةَ العَشيرِ ولم يكُنْ ... يخشى غَؤائِلَ أمّ حَزرَةَ جارُ
ويروى مكارمة العشير. يقول: كانت أم حزرة تُكّرك العشير وهو، هاهنا، الزوج. والعشير في غير
هذا الموضع الصاحب، من قولهم لقد عاشر فلان فلاناً معاشرة حسنة، وذلك إذا صاحبه فأحسن
صحبته ومخالطته.
ولقدْ أراكِ كُسيتِ أجملَ منظَر ... ومعَ الجمالِ سَكينةٌ ووَقارُ
والريحُ طيبةٌ إذا استقبلْتَها ... والعِرضُ لا دَنِسٌ ولا خَوّارُ
ويروى إذا استعرضتها، أي دنوت من عرضها. والريح طيبة إذا استقبلتها، يقول: ريح فمها طيب،
إذا استقبلت فاها شممت رائحة طيبة، ليس هناك شيء تكرهه. والعرض لا نس يقول: والعرض