بن عقيل: كان جرير يسمي هذه القصيدة الجوساء، وذلك
لذهابها في البلاد. قال أبو عبد الله: ما أعرفها إلا الحوساء، وما أعرفها بالجيم:
لولا الحَياء لعادَني استِعبارُ ... ولَزُرتُ قَبركِ والحبيبُ يُزارُ
ولقدْ نظرتُ وما تمتُّع نظرَة ... في اللحدِ حيثُ تَمكّنَ المِحفارُ
ولهتِ قلبي إذْ عَلَتني كَبرةٌ ... وذَوو التمائِمِ مِنْ بَنيكِ صِغارُ
قوله ولّهت قلبي جعلته والهاً. قال: والوله ذهاب العقل واختلاطه لثكل أو حزن. قال: والتمائم العوذ.
أرعى النجومَ وقد مَضتْ غَورِيةً ... عُصبُ النجومِ كأنهنَّ صُوارُ
قوله وقد مضت غورية، قال: الغورية أن تأخذ نحو الغور للغروب والسقوط. قال: وعصب النجوم
فرقُها، وصوار بكسر الصاد وضمها، هو القطيع من بقر الوحش هاهنا، وهو القطيع من كل شيء.
نِعْمَ القَرينُ وكُنتِ عِلْقَ مَضِنّة ... وارَى بِنَعفِ بُلَيّة الأحجارُ
قوله وارى من المواراة غير مهموز. والمعنى في ذلك يقول: سترها الأحجار. قال: والنعف أسفل
الجبل وأعلى الوادي. وبلية اسم بلد.
عَمرَتْ مُكرّمَةَ المَساكِ وفارَقتْ ... ما مَسّها صَلَفٌ زلا إقتارُ
قوله مكرمة المساك، قال: المساك اسم الإمساك والإقتار العسرة. والصلف بُغض من الزوج، وذلك
لقلة خيره والزهد فيه. يقول: فهي مكرّمة في إمساكها، ما أصابها مع ذلك صلف من زوج، ولا إقتار
من عدم. ويرى ما شفها.