لبني حنيفة، ففركت جريراً، وجعلت دمعتها لا ترقأ بكاء على زيد، وحباً له.

فقال جرير في ذلك:

إذا ذَكَرتْ زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها ... بِمَطروفَة العينينْ شَوساء طامِحِ

تُبَكّي على زيدٍ ولم تَرَ مثله ... صحيحاً منَ الحُمى شديدَ الجَوانحِ

ويروى ولم تلقَ مثلهُ بريئاً.

أعَزّيكِ عمّا تعلمينَ وقد أرى ... بعينيكِ من زيد قذىً غيرَ بارِحِ

فإن تقصدي فالقَصدُ مني خليقةٌ ... وإنْ تجمحي تلقي لِجامَ الجَوامحِ

فأجابه الفرزدق فقال:

إذا ما العَذارى قُلْنَ عَمّ فَلْيتَني ... إذا كان لي اسماً كُنتُ تحتَ الصفائحِ

دَنَوْنَ وأدناهن لي أن رَأينَني ... أخَذتُ العَصا وابيضً لونُ المَسائِح

ويروى حنيت العصا. يقول: دنون مني حين كبرت وضعفت عما يُردن مني، فلم يكن لهن في

حاجة. قال: والمسائح ما أمررت يدك عليه من جانبي الرأس، إذا تمسّحت للصلاة من القرن إلى

الصدغ.

فقد جعلَ المَفروكُ لا نامَ ليلُهُ ... بِحُبّ حَديثي والغَيورِ المُشائِح

وقدْ كنتُ مما أعرِفُ الوَحيَ ما له ... رسولٌ سوى طَرف مِنَ العينِ لا مِحِ

ويروى سوى طرف العيون اللواح. يقول: أعرف الوحي بعيني ويفهمن ما أريد.

وقُلتُ لِعَمروٍ إذْ مَرَرنَ أقاطعٌ ... بِنا أنْتَ آثارَ الظّبِاء السّوانِج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015