تَناوَمتَ إذْ يَسمُو أيبُ بنُ عَسْعَسٍ ... على سَوأة راءى بها ثُمّ سَمّعا
تَعَسّفَتِ السيدانَ تدعُو مجاشعاً ... وجُرّتْ إلى قيس خَشاخشَ أجمعا
ويروى وباتت بذي السيدان تدعو مجاشعاً. وقد قطعت جنبي خشاخش. وقوله خشاخش جبل من
الدهناء إلى الحفر، حفر بني سعد. ويروى وقد جررت.
وقَدْ وَلَدت أمُ الفرزدقِ فَخّةً ... ترى بينْ رِجلَيها مَناحِيَ أربعا
قوله فخة، يعني ضخمة واسعة. قال: والمناحي واحدتها مناة، وهي طرق السانية من البئر إلى
منتهاها.
وقَدْ جَرْجَرَتْهُ الماء حتى كأنها ... تُعالجُ مِنْ أقصى وجارَين أضبعا
ولو حمَلَتْ للفيلِ ثُمّتَ طَرّقَتْ ... بِفيلَين جاءا مِنْ مَثابرِها معا
قوله من مثابرها، قال: المثابر الرحم حيث يجتمع الولد.
ولو دُخّنَتْ بعدَ العِشاء بمجمَر ... لمَا أنصرَفَتْ حتى تَبولَ وتَضفَعا
لقد أولعَتْ بالقَينْ خُورُ مجاشِع ... وكانَ بها قَين العُدَيلَة مُولَعا
تَرَكْتُمْ جُبيرا عندَ ليلى خَليفَةً ... أصَعْصَعَ بئسَ القَين قَينُكَ صَعْصَعا
وما حَفَلَتْ ليلى مَلامَةَ رَهْطها ... ولا حَفِظَتْ سرّ الحَصان المُمَنّعا
دعاكُمْ حواريُّ الرسول فكُنْتُمُ ... عضاريطَ يا خُشب الخلاف المصرعا
قوله حواري الرسول، يعني الزبير حين غدر به ابن جرموز فقتله عمداً، فختم الله له بالشهادة.
أبانَ لكم في غالِبٍ قَدْ عَلمُتُم ... نَجارُ جُبيرْ قبلَ أنْ يتَيفّعا
أغَرّكَ جارٌ ضَلّ قائِمُ سَيفِهِ ... فلا رَجَعَ الكَفين إلا مُكَنّعا