قوله عن نهربين يريد ديار بني شيبان بالجزيرة. وقوله تقاذفت، يعني تباعدت. يقول: يقذف بها

السائق من أرض إلى أرض ومنه قالت العرب: نوى قذوف، أي بعيدة.

وأصحَتْ رِكابُ القَين مِنْ خَيبةِ السرى ... ونقل حَديدِ القين حسرى وظُلّعا

ويروى وحمل حديد القين. ويروى وحمل حديد العبد.

وحدراء لو لم يُنجِها اللهُ بُرّزَتْ ... إلى شَرّ ذي حَرْثٍ دَمالاً ومَزْرَعا

ويروى لو لم يُنجها الله قُرّبت. وقوله دمالاً، قال الأصمعي وأبو عبيدة: الدمال السرقين.

وقد كانَ نجساً طُهّرتْ مِنْ جمِاعِهِ ... وآبَ إلى شرّ المَضاجِع مَضجَعا

قوله وآب، يعني الفرزدق. يقول رجع الفرزدق إلى شر المضاجع، يعني نوار أنها ضجيعته.

وآبَ إلى خَوّارَةٍ مِنْ مجُاشِع ... هيَ الجَفرُبَلْ كانت مِنَ الجَفرِ أوْسَعا

خوارة ضعيفة. يقول: رجع الفرزدق إلى نوار وسمّاها خوّارة نسبها إلى الضعف والنقص. قال:

والجفر البئر غير المطلوبة. قال: وإنما يريد أنها غير محكمة العقل.

مَتى يَسمَع الجيرانُ قَبْقَبَةَ أستِها ... طُروقاً وضَيفاها الدخيلان يَفزَعا

فإن لكمْ في شأن حَدراءَ ضَيْعَةٌ ... وجارُبَني زَغْدِ أستها كانَ أضيَعا

أي جعلتم ذكركم حدراء، وما فاتكم منها شُغلا لكم كما تشغل الطيعة صاحبها. أصل الزغد قطعة تبدر

من النحي عند دوسه فشبه خروج الفرزدق به، أي بدر كما بدرت الزغدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015