والصدى طائر. وذلك أن العرب في قديمها في الجاهلية
كانت تقول إذا مات الميت: خرج الصدى من هامة الميت وعظامه. وقول إذا قُتل الرجل مظلوماً:
إنه يخرج الصدى، وهو طائر من هامته، فيقول: اسقوني اسقوني، فلا يزال ذلك الصدى يصيح،
حتى يُدركوا بدمه، ويأخذوا بثأره فإذا أخذوا بثأره سكن الصوت. كذلك قول العرب.
وقالَ أقَيناً باشرَ الكيرَ باستِه ... وأغرلَ رَبّتهُ قُفيرةُ مُسبَعا
ويروى وقال أقين نافخ الكير باسته. وقال: مسبع دعي، يعني مُهملاً تُرضعه داية، ولم يحفظه أحد.
سيتركُ زِيقٌ صِهر آل مجاشِع ... ويَمنَعُ زِيقٌ ما أرادَ ليمنعا
أتعدلُ مَسعوداً وقَيساً وخالداً ... بِأقيانِ ليلى لا نرى لكَ مَقْنَعا
ولّما غَرَتُمْ مِنْ أناسٍ كريمَة ... لَؤمْتُمْ وضِفْتُمْ بالكَرائِم أذْرُعا
فلوْ لم تُلاقُوا قومَ حَدراء قَومَها ... لوسّدَها كيرَ القُيونَ المُرَقّعا
ويروى لوسّدتها. أي لو لم تُلاق قومها رجلاً منعوك أن تصل إليها، لوسّدتها كيرك.
رَأى القَينُ أختانَ الشّناءة قدْ جَنَوا ... مِنَ الحربِ جَرباء المَساعِر سَلْفَعا
قال المساعر يريد به المغابن. وسلفع جريئة منكرة.
وإنّكَ لو راجعت شيبانَ بعدها ... لأبتَ بِمَصلومِ الخَياشيمِ أجدعا
وقوله ساعفت يعني قاربت. ومصلوم يريد مقطوعاً من أصله. وهو قول العرب: اصطلمهم وذلك إذا
أتى عليهم وذهب بهم. ويروى لو عاودت.
إذا فَوّزَتْ عن نهرَبينَ تَقاذَفَتْ ... بحَدراء دارٌ لا تريدُ لتَجمَعا