وعقدان لقب به الفرزدق، وهو قصير عريض، وأغرق في النزع لم يُبق غاية في الهجاء، فلم

يصنع شيئاً فما تتعنى مجاشع بالمفاخرة، وما تتمنى منها - وكان جرير أيضاً قصيراً دميماً - ويروى

تعنّى وتغنّى جميعاً يعني تُغنّي بهجائي.

وأية أحلامٍ رَدَدْنَ مجُاشِعاً ... يَعُلّونَ ذِيفاناً مِنَ السّمّ مُنْقَعا

قال: الذيفان السم القاتل المعجل الموحّي. قال: والعلل شُرب بعد شُرب.

ألا رُبما باتَ الفرزدقُ قائِماً ... على حَرّ نارٍ تتركُ الوجهَ أسفَعا

ويروى نائماً على خزيات. قوله أسفعا، يعني متغيراً. تقول من ذلك سفعته الشمس، وذلك إذا غيّرت

لونه من حر أو سفر يغير لونه.

وكانَ المخازِي طالَما نَزلتْ بِهِ ... فيُصبحُ منها قاصرَ الطرف أخضعا

وإنّ ذيادَ الليلِ لا تستطيعهُ ... ولا الصبحَ حتى يستنير فيسطعا

تركتُ لكَ القينينِ قيني مجاشِعٍ ... ولا يأخذان النصفَ شتى ولامَعا

ويروى قرنت لك القينين. وقوله القينين، قيني مجاشع، يريد الفرزدق والبعيث. وقوله معاً يعني

جميعاً.

وقدْ وجداني حينَ مُدّتْ حبالُنا ... أشدّ محُاماةً وأبعدَ مَنزَعا

وإني أخو الحربِ التي يُصطلى بها ... إذا حملتهُ فوقَ حالٍ تَشَنّعا

وأدركتُ مَنْ قَدْ كانَ قبلي ولم أدَعْ ... لمن كانَ بعدي في القصائد مَصنَعا

تَفَجّعَ بِسطامٌ وخبرّهُ الصّدَى ... وما يمنعُ الأصداء ألاّ تَفَجّعا

ويروى وما منع الأصداء. وقوله تفجع بسطام، يعني في قبره. يقول: عظُم عليه واستنكر تزوج

الفرزدق حدراء بنت زيق بن بسطام. قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015