السحوج الموقع، يعني بظهرها آثار الدبر. زعم أن الأتن حلائله، وإن مركبه الحمر. ويروى:

رأيتكَ تَغشَى السارياتِ ولم تكُنْ ... لِيركَبَ إلا ذا الضلوع المُوَقّعا

يقال: إن الحمير لا تقر بالليل، تسري وترعى.

دَعَتْ يا عُبيدَ بنَ الحَرامِ ألا ترى ... مكانَ الذي أخزَى أباكَ وجَدّعا

أأعيا عليكَ الناس حتى جعلتَ لي ... حليلاً يُعاديني وآتُنَهُ معا

يقول: آتنه ضرائري. والحرام بن يربوع، وإنما لقّب باسم أمه الحرام بنت العنبر بن عمرو بن

تميم. وهو أيضا كان يلقب بالعنبر. والحليل، هاهنا، الحمار أي ينزو على أتانه، وهو ينزو على

أهله.

فأجابه جرير فقال:

أقَمنا ورَبّتْنا الدّيارُ ولا أرَى ... كَمَرْبَعنا بينَ الحَنيّين مَربَعا

ويروى فحيّتنا الديار. يقول كأنها من معرفتها بنا حيّتنا. وقوله وربّتنا الديار، يريد أصلحت حالنا،

يعني ترُبنا تُصلح حالنا. والمربع الموضع الذي أقام فيه القوم في الربيع حتى انقضى. والحنيّان

واديان معروفان، كذلك فسّره الأصمعي وأبو عبيدة.

ألا حَبّ بالوادي الذي ربما نَرى ... بِهِ مِنْ جميع الحَيَ مَرأى ومَسمَعا

ويروى ألا حبذا الوادي. قال: ألا حبّ الوادي فأقحم الباء كما قال الراعي: لا يقرأنَ بالسِّور. يريد لا

يقرأن السور فأقحم الباء لتقويم الوزن.

ألا لا تَلوما القلبَ أنْ يتَخَشّعا ... فقدء هاجَتِ الأحزانُ قلباً مُفَزّعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015