ولو نعلمُ العلمَ الذي من أمامنا ... لكرَّ بِنا الحادي الركاب فأسرعا
لقلتُ أرجعنها إنَّ لي من ورائها ... خَذولي صِوارٍ بين قُفّ وأجْزَعا
قال أبو عبد الله: ويروى أرجعاها. وقوله خدولى صوار، يعني بقرتين وحشيتين، وإنما أراد
امرأتين. قال سعدان. والصوار القطيع من بقر الوحش. والقُف ما غلظ من الأرض، ولم يبلغ أن
يكون جبلاً. قال: والأجرع رملة سهلة.
مِنَ العُوج أعناقاً عقالُ أبوهمُا ... تَكونان للعينينِ والقلبِ مَقْنَعا
نَوارُ لها يومانِ يومٌ غَريزَةٌ ... ويومٌ كغَرثَى جِروها قد تَيَفّعا
قوله ويوم كغرثى، يعني كلبؤة تيفّع شبّ جروها وكفى نفسه. يقال غلام يفعة، وغلمان أيفاع، وهم
الذين شبّوا وأدركوا.
يقولونَ زُرْ حَدراء والتربُ دونهَا ... وكيف بِشيء وصلُهُ قد تَقَطّعا
ولستُ وإنْ عَزّتْ عليَ بِزائر ... تُراباً على مَرموسَة قد تَضَعْضَعا
قوله مرموسة يعني مدفونة. وتضعضع يقول اطمأن.
وأهونُ مَفقودٍ إذا الموتُ نالَهُ ... على المرء مِنْ أصحابِهِ مَنْ تَقنّعا
قوله وأهون مفقود، أراد هذه المرأة المدفونة. يقول: إذا دفن أهل الميت ميتهم، هان عليهم أمره إذا
طال به الزمن، لأنهم يئسوا منه. يقول: المرأة أهون فقداً من الرجل.
يقولُ ابنُ خِنزير بَكيتَ ولمْ تكُنْ ... على امرأة عيني إخالُ لِتَدْمَعا
ابن خنزير أوفى خنزير الشيباني دليله.