جواداً يعطي المال سحا، والخضرم البحر، قال: فكأنه مشتق من كثرة

الماء وغزارته، يقال رجل خضرم، إذا كان كثير الإعطاء، مأخوذ من كثرة ماء البئر وغزارتها، قال:

وذلك أن العرب تُشبّه الشيء، بالشيء وإن لم يكن من شكله ولا من طرازه.

لهاميمُ لا يسطيعُ أحمالَ مثلهِمْ ... أنوحٌ ولا جاذٍ قصيرُ القوائِمَ

قوله لهاميم، يقول هم واسعة أجوافهم سادة، يلتهمون كل شيء لا يهولهم أمر شديد وقوله أنوح، وهو

أن يسعل الرجل إذا ثقل حمله وفدحه، يقول: فهم يحملون أثقالهم مُستضعلون لها، ولا يكرثهم ذلك،

كما يكرث غيرهم، فيسعلون من ثقل ما عليهم، وإنما هذا مثل ضربه لهم، لأنهم مستضلعون بما

عليهم من حمل. وقوله ولا جاذ، قال: الجاذي من الخيل، الذي في رُسغه انتصاب، قال: وذلك عيب

في الخيل، وهو أضغف له إذا لم يكن مفروشاً، وفرش الرجل أن ترى فيها كالعوج، ترى ذلك في

الحافر إذا كان الفرس قائماً، وإنما ضرب ذلك مثلا لهم لأنهم براء من كل عيب، الفرش تباعدُ ما بين

العُرقوبين من غير إفراط، فإن أفرطَ صار عقلا، وإذا انتصب رُسغُ الدابة كان أصلبَ له وأقوى،

وهو مدح، ألا ترى أنهم يُشبهونه برسغ الثور في انتصابه، فإذا لان ولم ينتصب كان عيباً.

يقولُ كِرامُ الناسِ إذ جَدّ جدنا ... وبيّن عَنْ أحسابِنا كُلُ عالمِ

عَلامَ تَعَنّى يا جرير ولم تجدِ ... كُلَيباً لها عادِيّةُ في المَكارِمِ

قوله عادية، يقول لم يكن لكليب قديم تُعرف به، فلا تعن في أمر لا تبلغه.

ولستَ وإنْ فَقّأتَ عينيكَ واجداً ... أباً لكَ إذْ عُدّ المَساعي كَدارِمِ

هوَ الشيخُ وابنُ الشيخِ لا شيخَ مثلَهُ ... أبو كُلّ ذي بيتِ رفيع الدّعائمِ

تعنّى مِنَ المَرّوت يرجو أرومتي ... جَريرٌ على أمّ الجَحاشِ التّوائمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015