عنهما - إلى أنس ابن مالك - رضي الله عنه -

أن صَلّ بأهل البصرة وكتب بعهد عمر بن عبيد الله بن معمر على أهل البصرة، في ذي القعدة سنة

أربع وستين، فلقيه رسول بن الزبير في طريق مكة يريد الحج، فرجع فكان على أهل البصرة، في

ذي القعدة سنة أربع وستين، قال: وكانت هذه الهزاهز ثمانية أشهر أو تسعة أشهر. قال: ففي ذلك

يقول إياس بن قتادة، وفي ندم الأحنف بن قيس:

إنّ مِنَ الساداتِ مَنْ لو أطعتَهُ ... دَعاكَ إلى مارٍ يَفورُ سَعيرُها

وقالوا أعرِها خالَكَ اليومَ ذكرها ... وهَلْ مثلَهُ في الناسِ مثلي يُعيرُها

فقلتُ لهمْ لا تَعجلوا إنّ حاجتي ... لأن تعلمَ الآفاقُ كيفَ مصيرُها

إذا ما مضى شهرٌ وعشرٌ فإنّهُ ... بعيدٌ معَ الركبِ العجالِ مسيرُها

فلما مضى غِبُ الحديثِ وبرّزتْ ... تنفُسَها ساداتُها وبُحورُها

وقال رجالُ ليتَها أنها لنا ... وأيُّ رجالٍ بالأمورِ بصيرُها

سأورثُ قيساً بعدَ خندفَ مجدَها ... يكونُ لها بعدي سَناها وخيرُها

تدبّرتْ أذنابَ الحَمالاتِ بعدما ... مضى ذِكرُها لأهلِها وأجورُها

عَقدْتُ لها حبلَ الأمانة بيننا ... وشرُ الحبالِ رَثُها وقصيرُها

وكنتُ متى أحملْ لقومٍ أمانةً ... فإن الوفاء بِرُها وظُهورُها

فرد عليه صعصعة بن معاوية فقال:

لقدْ ضاعَ أمرٌ يا إياسُ وليتَهُ ... وخُطّةُ قومٍ كُنت أنتَ تُديرها

وحُقّ لها مِنْ خُطة إنْ تُدُبّرتْ ... تَضيعُ وإبهامُ الحُبارى سفيرُها

قال أبو عبيدة: إنما قال: وإبهام الحبارى، لأن إياس بن قتادة كان قصيراً من الرجال، فنبزه بإبهام

الحبارى، يعني لقّبه بالقصر، قال: فما لزمه ذلك ولا ضره ما نبزه به.

وللحَمد حَوْماتٌ ترى لكَ دونَها ... مَهابلَ مقطوعاً عليكَ جُسورُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015