مسمع ناس من مضر، فحصروه في داره وحرّقوا، ففي ذلك يقول غطفان بن أنيف الكعبي في أرجوزة له:
وأصبحَ ابنُ مِسْمَع محصورا ... يحمي قُصوراً دونَهُ ودُورا
حتى شَبَبْنا حولَهُ السّعيرا
قال: ولمّا هرب عبيد الله بن زياد، تبعوه فأعجز الطلب، فانتهبوا ما وجدوا له، ففي ذلك يقول واقد
بن خليفة بن أسماء، أحد بني صخر ابن منقر بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد:
يا رُبّ جَبّار شَديد كَلَبُهْ ... قَدْ صارَ فينا تاجُهُ وسَلَبُهْ
منهُمْ عُبيدُ الله يومَ نسلُبُهْ ... جِيادَهُ وبزّه ونَنْهَبُهْ
يومَ التقَى مقْنَبُنا ومقْنَبُهْ ... لو لمْ يُنجّ ابنَ زياد هربُهْ
منا للاقَى شَعبَ مَوتٍ يَشْعَبُهْ ... نَجّاهُ خَوّارُ العِنانِ مُقرَبُهْ
وقال عرهم بن عبد الله بن قيس، أحد بني العدوية، في قتل مسعود في كلمة له طويلة:
ومَسْعودَ بنَ عَمرو أذع أتانا ... صَبَحنا حَدّ مَطرورٍ سَنينا
رَجا التأميرَ مَسعودُ فأضحى ... صَريعاً قدْ أزَرناهُ المَنونا
وقال القُحيف بن حمير العنبري في قتل مسعود:
فِدىً لقوم قتلوا مَسعودا ... واستَلَبوا يَلْمَقَهُ الجَديدا
واستلاموا ولَبِسوا الحديدا
وقال جرير في كلمة له طويلة:
سائلْ ذَوي يَمَن إذا لاقَيْتَهُمْ ... والأزْدَ إذْ نَدبوا لنا مَسعودا
لاقاهُمُ عَشرونَ ألفَ مُدَجّجّ ... مُتَسربلونَ يَلامِقا وحَديدا