فالناس يقولون عند الشر وهيجان القتال ثارت زبراء

- فلما سار عبس ابن طلق الصريمي، فجاء عبّاد في ستين فارساً، فسأل ما صنع الناس؟ فقالوا:

ساروا، قال ومن عليهم؟ قالوا: عبس بن طلق الصريمي. فقال عبّاد: أنا أسير تحت لواء عبس. قال:

فرجع في أولئك الفرسان إلى أهله.

قال أبو عبيدة: فحدثني زهير، قال حدثني أبو ريحانة العريني، قال: كنت يوم قتل مسعود، تحت

بطن فرس الزرد بن عبد الله السعدي أعدوا، حتى بلغنا سويقة القديم. قال إسحاق بن سويد: فأقبلوا،

فلما بلغوا أفواه السكك، وقفوا، فقال له مافروردين بالفارسية: ما لكم يا معشر الفتيان! فقالوا: تلقّونا

بأسنة رماحهم. فقال لهم: صُكوهم بالفنجكان - يعني بخمس نُشابات في رمية واحدة - قال:

والأساورة أربعمائة، فصكّوهم بألفي نُشابة في دفعة، فأجلوهم عن أفواه السكك، وقاموا على أبواب

المسجد، ودلفت التميمية إليهم، فلما بلغوا الأبواب وقفوا، فسألهم مافروردين فقال: ما لكم؟ فقالوا:

أسندوا إلينا أطراف رماحهم. فقال لهم: ارموهم بألفي نُشابة! فأجلوهم عن الأبواب. فدخلوا المسجد،

فاقتتلوا فيه، ومسعود يخطب على المنبر، ويحضض الناس، فجعل غطفان بن أنيف بن يزيد بن

فهدة، أحد بني كعب بن عمرو بن تميم - وكان يزيد بن فهدة فارساً في الجاهلية - يقاتل ويحض

قومه ويرتجز وهو يقول:

يالَ تميمٍ إنها مَذكوَرهَ ... إنْ فاتَ مَسعود بها مَشهورهْ

فاستمسكوا بجانب المقصورهْ

يقول: لا يهرب مسعود فيفوت. قال: إسحاق بن سويد: فأتوا مسعوداً، فاستنزلوه وهو على المنبر

يحضّ الناس، فقتلوه، وذلك في أول شوال سنة أربع وستين، فلم يكن القوم شيئا، وانهزموا، وبادر

أشيم بن شقيق القوم باب المقصورة هارباً، طعنه أحدهم، فنجا بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015