إياكم أردنا، قال: فتقدموا.
قال أبو عبيدة: فحدثني زهير بن هنيد، عن أبي نعامة عن ناشب بن الحسحاس، وحميد بن هلال،
قال: أتينا منزل الأحنف في بني عامر ابن عبيد، قال: وكان نزل منزله الذي كان في مُربعة الأحنف
بحضرة المسجد. قال: فكنا فيمن ينظر، فأتته امرأة بمجمر فقالت: ما لك وللرئاسة عليك بمجمري،
فإنما أنت امرأة. قال: أست المرأة أحق بالمجمر. فذهبت مثلا. قال: ثم أتوه فقالوا: إنّ عليّة بنتَ
ناجية الرياحي، وهي أخت مطر - وقال آخرون عزّة الخز - قد سُلبت، حتى انتُزع خلاخيلها من
ساقيها - وكان منزلها شارعاً في رحبة بني نمير على الميضأة، وهي المطهرة التي فيها الميضأة،
مفعلة من الوضوء - وقالوا: قتلوا الصّبّاغ الذي على طريقك، وقتلوا المُقعد الذي كان على باب
المسجد، وقالوا: إنّ مالك بن مسمع قد دخل سكة بني العدوية من قبل الجبّان، فحرّق دُورا. قال
الأحنف: أقيموا البينة على هذا، ففي دون هذا ما يحل به قتالهم. قال: فشهد نفر عنده على ذلك. فقال
الأحنف: أجاد عبّاد؟ - وهو عباد بن حصين بن يزيد بن عمرو بن أوس بن سيف بن غرم بن حلزّة
بن نيار بن سعد بن الحارث الحبط ابن عمرو بن تميم - فقالوا: لا، ثم مكث غير طويل. فقال: أجاد
عبّاد ابن حصين؟ فقالوا: لا. فقال: أهاهنا عبس بن طلق بن ربيعة بن عامر بن بسطام بن حكم بن
ظالم بن صريم بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد؟ فقالوا: نعم. فدعاه فانتزع معجراً في رأسه،
ثم جثى على رُكبتيه، فعقده في رُمح، ثم دفعه إليه وقال سر. فلما ولى، قال: اللهم لا تخزها فيما
مضى - يعني الراية. قال: فسار وصاحت النظارة، هاجت زبراء - وزبراء أمة للأحنف، وإنما كنوا
بها عنه، إجلالا وهيبة لقدره، لأنه كان أحلم العرب، فكرهوا أن ينسبوه إلى الخفّة، فصيّروا ذلك إلى
أمته زبراء. قال: فذهبت مثلا إلى يوم القيامة.