بهمْ يحسمُ العِرقُ النعورُ ويُمترى ... بهمْ قادما مخشيّةِ السيء بازِل
ومحبوسةٍ في الحقِ ضامنةِ القِرىَ ... عروفٌ أوابيها حبالَ المعاقل
وقال لهم أيضاً:
إني وإنْ كانتْ تميمٌ عمارتيَ ... وكنتُ إلى القدموسِ منها القُماقمِ
لمُثنٍ على أفناء بكرِ بنِ وائلٍ ... ثناءً يوافي ركبهمْ في المواسمَ
همُ يومَ ذي قارٍ أناخوا فصادموا ... برأس بهِ تُردى صفاةُ المُصادمِ
أقاموا لكسرى يومَ جاشتْ جنودهُ ... وبهراءَ إذ جاءوا وجمعِ الأراقمِ
إذا فرغوا من جانبِ مالَ جانبُ ... فذادوهمُ فيها ذيادَ الحوائمِ
بمخشوبةٍ بيضٍ إذا ما تناولتْ ... ذُرى البيضِ أبدتْ عن فراخِ الجماجمِ
فما برحوا حتى تهادتْ نساؤهمْ ... ببطحاء ذي قارٍ عيابَ اللّطائمِ
كفى بهمِ قومَ امرئ يمنعونهُ ... إذا جُردَتْ أيمانهمْ بالقوائمِ
أُناسُ إذا ما أنكرَ الكلبُ أهلهُ ... أناخوا فعاذوا بالسيوف الصوارمِ
قال: وكان الفرزدق إذا نزل زياد البصرة، نزل الكوفة. وإذا نزل زياد الكوفة، نزل البصرة. وكان
زياد يقيم ها هنا ستة أشهر، وها هنا ستة أشهر. فبلغ زياداً صنيعُ الفرزدق، فكتب إلى عامله على
الكوفة، عبد الرحمن بن عُبيد، إنما الفرزدق فحل الوحوش، يرعى القفار، فإذا ورد عليه الناس ذُعر،
ففارقهم إلى أرض أخرى فرتع، فاطلبه حيث تظفر به. فقال الفرزدق: فطُلبتُ أشد طلب، حتى جعل