وزعم عصام، أنها رُبيعة بنت المرّار بن سلمة العجلي، وانها أم أبي النجم الراجز، هي التي ألجأت
الفرزدق فأتى ميةَ الضبيةَ في هربه من زياد، فاستحملها فلم تحمله، فأتى عُزيزة من بني ذُهل بن
ثعلبة، فحملته وزودته تعضوضاً، فقال في ذلك:
لأختُ بني ذُهلٍ غداةَ لقيتُها ... عُزيزةُ فينا منكِ يا مَيّ أرغبُ
أتتنا بتعضوضٍ وأفقرنا ابنُها ... مَروحا برجليها تجولُ وتذهبُ
وقالتْ لنا أهلاً وسهلا وزوّدتْ ... جنى النحل أو ما زودتْ هوَ أظيبُ
أبوها ابنُ عمّ الشعثمينْ وحسبُها ... إذا كانَ منَ أشياخِ ذُهلٍ لها أبُ
قال أو عبيدة، قال مسمع بن عبد الملك: فأتى الروحاء، فنزل في بكر بن وائل، فأمن وقال في ذلك:
قدْ ميّلتْ بين المسير فلمْ تجدْ ... لعورتها كالحيّ بكر بنِ وائلِ
أعفّ وأوفى ذمةً يعقدونها ... إذا وازنتْ شُمٌ الذرى بالكواهلِ
فقلتُ لها سيري إليهمْ فإنهمْ ... حِجازُ لمن يخشى مُلمّ الزلازل
فسارتْ إلى الأجفارِ خمساً فأصبحتْ ... مكانَ الثريا منْ يدِ المتناولِ
وما ضرّها إذ جاورتْ في بلادها ... بني الحصن ما كان اختلافُ القبائلِ
يعني بالحصن ثعلبة بن عُكابة الأغر.