أربعمائة أسير من الروم. قال: فقعد سليمان بن عبد الملك، وأقربهم مجلساً عبد الله بن الحسن بن

الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، فقدم بطريقهم، فقال سليمان بن عبد الملك لعبد الله

بن الحسن: يا عبد الله قم فاضرب عنقه. قال: فما أعطاه أحد سيفاً حتى دفع إليه حرسي سيفه،

فضربه فأبان الرأس وأطن الساعد وبعض الغل - ويروى وعض بالغل - فقال سليمان: والله ما هو

من جودة السيف أجاد الضربة، ولكن بجودة حسبه وشرف مركبه. قال: وجعل سليمان يدفع البقية

إلى الوجوه وإلى الناس، فيقتلونهم حتى دفع إلى جرير بن الخطفى رجلاً منهم، قال فدست إليه بنو

عبس سيفاً قاطعاً في قراب أبيض، قال: فضربه فأبان رأسه. قال: ودفع إلى الفرزدق أسيراً، فلم يجد

سيفاً، فدسوا إليه سيفاً ددانا - يعني كليلاً أنيثا كهاما لا يقطع - قال: فضرب الفرزدق الأسير

ضربات فلم يصنع شيئاً، قال: فضحك سليمان وضحك القوم منه ومن سوء ضربته. قال: وشمت به

بنو عبس، وهم أخوال سليمان: قال: فألقى السيف الفرزدق مغضباً مغموماً من شماته القوم به وأنشأ

يقول، يعتذر إلى سليمان بن عبد الملك، ويأتسي بنبو سيف ورقاء عن رأس خالد:

إن يك سيفٌ خانَ أو قدَرٌ أبى ... لتأخير نفسٍ، حتفُها غيرُ شاهد

فسيفُ بني عبسٍ وقد ضربوا به ... نَبَا بَيديْ ورقاءَ عن رأسِ خالد

كذاك سيوفُ الهند تنبو ظُباتُها ... ويقطعنَ أحياناً مناطَ القلائد

قال يعني ورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي. قال: وذلك أنه ضرب خالد بن جعفر بن كلاب. قال

وخالد مكب على أبيه زهير، وقد ضربه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015