وقال الأخطل بن غالب أخو الفرزدق:
بني الخطفى هاتُم أباً مثلَ دارمٍ ... وإلا فَجاراً منكم مثلَ غالبِ
قَرَى مائةً ضيفاً أناخَ بقبرِهِ ... فآب إلى أصحابِهِ غيرَ خائب
رجع إلى شعر الفرزدق:
إذَا عجزَ الأحياءُ أنْ يحمِلوا دَماً ... أناخَ إلى أجداثِنَا كُلُّ غَارِمِ
ويروى إذا عجز الأقوام أن يحملوا دما. ويروى أجدافنا.
تَرَى كُلَّ مظلُوم اليَنّا فِرَارُهُ ... ويَهُرُبُ مِنَّا جهدَهُ كُلُّ ظالِمِ
أَبَتْ عامرٌ أَنْ يأخُذُوا بأسيرِهِمْ ... مِئِينَ مِنَ الأسرى لَهُمْ عِندْ دَارِمِ
وقَالُوا لَنَا زِيُدوا عليْهمْ فانَّهُمْ ... لَفاءٌ وإنْ كانُوا ثُغامَ اللَّهازِمِ
ويروى ولو كانوا. لفاء باطل وهو مادون الحق. ثغام أي شيب شمط، بيض اللهازم لهازمهم كبياض
الثغام، وهو شجر إذا يبس أبيض الشيب به الواحدة ثغامة.
رأوْا حاجِباً أغْلَى فِداءً وقومَهُ ... أحَقَّ بأيَّام العُلا والمَكارِمِ
فَلاَ نقتُلُ الأسرى ولكنْ نفُكُّهُمْ ... إذا أثقلَ الأعناقَ حملُ المغارِمِ
فهَلْ ضربةُ الرُّومِيِّ جاعِلةً لكُمْ ... أباً عَنْ كُليبٍ أَوْ أَباً مِثلَ دارِمٍ
كذاكَ سُيوفُ الهِندِ تنبُو ظُباتُها ... ويقطعنَ أحياناً مناطَ التَّمائِمِ
قال فهل ضربة الرومي جاعلة لكم. قال أبو عبيدة: إن رؤبة بن العجاج قال: كان سليمان بن عبد
الملك حج وحجت الشعراء معه، وحججت معهم، قال: فلما كان سليمان بالمدينة، تلقوه بنحو من