النبطي البصرة، يريد الحج، فتعرف مسلم بن الشمردل الباهلي تحته برذونا زردا، رآه تحته أيام
عدي بن أرطاة، فضبث به - أي تشبث - فرفعهما إلى إياس بن معاوية، قاضي البصرة، قال: فجعل
حيان ينفض بنائق قبائه ويقول: أخاصم في برذون ودم قتيبة في بركات قبائي! وأعان وكيع حيان
وشهد له، فقال له إياس: مالك وللشهادات، إنما هي من صنعة الموالي، قال: وقيل لوكيع، إنه لا يقبل
شهادتك، فقال: والله لئن ردها لأعلون رأسه بجرزي هذا. قال، وقال الزعل الجرمي في قتل عبد الله
بن خازم، وفي قتل قتيبة بن مسلم، ويحض الأزد عليهم:
أبعدَ قتيلينَا بمروٍ تعُدُّنا ... تميمٌ نسيبا أو ترجِّي لنا نصرا
فنحن معَ السَّاعي عليكم بسيفِهِ ... إذا نحن آنسنَا لعظِمكُمُ كَسْرا
ربيعةُ لا تنسى الخنادقَ ما مشت ... ولا الأزدُ قتلتُمْ سراتكُمُ قَسْرا
ويروى سراتهم قسرا، قال: فهذا يدل على أن الأزد قد كانت مع ربيعة أيام ابن خازم، فأجابه جرير
بن عرادة فقال:
أَلمْ تُرِني أن الثريا تلومني ... وقبلَكَ ما عاصيْتُ لومَ العواذِل
ألا حينَ كان الرأسُ لونين منهما ... سوادٌ ومخضوبٌ به الشيبُ شاملُ
تقول: أَتَى يومُ القيامة فاصْطَنعْ ... لِنفسِكَ خيراً، قلت: إني لفاعِلُ
كريمةَ قومٍ حمَلونيَ مجدَهم ... وإني لهم ما دمتُ حيّاً لحاملُ
وقد قلتُ للزَّعْلَى لا تنطقُ الخنا ... فإني لم أفخر عليك بباطلِ
متى تلقَنَا عند المواسمِ تحتقرْ ... سُليماً وتغمرْك الذرىَ والكواهلُ
وترجعْ وقد قلَّدت قومَكَ سُبَّةً ... يعضُّون من مخزاتِها بالأنامل
ومنا رسولُ اللهِ أُرسلَ بالهُدى ... وأنت مع الجَحَّادِ سحَّارُ بابلِ
يعني المختار الثقفي.