الله، ببست لم تدركنا، فدع أنك بالشام. قال: وكان وصول التركي أبو
ابن صول هذا، في قرية من أدنى قرى جرجان إلى خراسان، يقال لها دهستان، فكان يغير على قرى
خراسان، فكتب يزيد إلى سليمان يستأذنه في غزوه، فأذن له، فغزاه، فأقام عليه سنتين حتى قتله.
وافتتح جرجان وأقبل إلى البصرة، ولم يفتح شيئا غيرها، فمات سليمان قبل أن يدخلها يزيد، فأخذه
عدي بن أرطاة فحبسه أيضا في المرة الثانية، وضن بما في يديه وجمع له. فقال نهار بن توسعة في
ذلك:
لقد صَبرتْ للذلِّ أعوادُ منبرٍ ... تقوم عليها في يديكَ قضيبُ
رأيتُكَ لمَّا شِبْتَ أدرَكَكَ الذي ... يُصيبُ شيوخَ الأزدِحين تَشيب
بخِفِّةِ أحلامٍ وقلَّةِ نائلٍ ... وفيك لمن عاب المَزونَ مُعيب
ويروى وفيك لمن عاب المزون عيوب. المزون لقب. ويروى أخفة أحلام، وقلة نائل. قال أبو عبد
الله: المزون قرية بالبحرين تنسب الأزد اليها. قال أبو عبد الله: لقبهم به نسبهم إلى قرية بعمان وهم
نبط. قال، وقال الفرزدق: وكان يزيد كتب اليه من جرجان أن يأتيه:
دعاني إلى جرجانَ والريُّ دونه ... لآتيه إني إذاً لزءُورُ
لآتي من آل المهلَّبِ ثائرا ... لأعراضِكم والدائراتُ تدور
سأبي وتأبى لي تميمٌ وربما ... أبيتُ فلم يقدِرْ عليَّ أمير
قال: فلما قدم الفرزدق الكوفة، قال له عثمان بن المفضل: قد كان أُعد لك مائة ألف درهم، فقال لابنه
لبطة: صدق، ولكن كان يقتلني، فما ينفعني منها بعد موتي. قال، وقال سعيد بن خالد: ثم قدم حيان