ولم يجعل اللهُ النبوةَ فيكم ... ولا كنتُمُ أهلا لتلك الرسائِل

ولكنكم رُعيانُ بِهمٍ وثُلَّةٍ ... تردُّون للمِعزَى بطونَ المسايلِ

إذا الخيلُ ألوتْ بالنَّهابِ فَزِعتُمُ ... إلى حُفَّلِ الضَّراتِ قُمْر الجحافلِ

إلى حَرَّةٍ سوداءَ تشوي وجوهَكم ... وأقدامَكم رمضاؤُها بالأصائلِ

فإن كنتَ أزمعتَ المُهاداةَ فَالتَمِسْ ... مساعيَ صِدْقٍ قبلَ ما أنتَ قائلُ

فإنك مُجريَ في الجيادِ فمُتعبٌ ... إلى أمدٍ لم تخشَهُ مُتماحِلُ

وأنت حديثُ السنِّ مستنبطُ الثَّرى ... سقطت حديثاً بين أيدي القوابلِ

وذاك ولم تسمع بأعورَ سابقٍ ... دقيقِ الشُّوى أرساغُهُ كالمغازلِ

نصبتم لبيتِ اللهِ ترمون رُكنهُ ... وكان عظيماً رميُهُ بالجنادلِ

ونحن حززنا من قتيبة أذنهُ ... وذاق ابنُ عجْلَى حدَّ أبيضَ قاصِل

عشيَّةَ نحدوُ قيسَ عيلانَ بالقنا ... وهم بارزوا الأستاهِ حُدلَ الكواهلِ

رجع إلى شعر الفرزدق:

كأَنَّ رُءُوسَ النَّاسِ إذْ سَمعُوا بِهَا ... مُدَمَّغةٌ مِنْ هازمات أمَائِمِ

ويروى هاماتهم بالأمائم. قوله: أمائم يعني مأمومة. قال: وهي الشجة تهجم على أم الدماغ.

فِدىً لِسيوفٍ مِنْ تَميمٍ وَفَى بِهَا ... رِدائي وجلَّىْ عَنْ وُجُوه الأهاتِمِ

وروى أبو عمرو: وفى بها وكيع وجلت، قوله: الأهاتم، يعني الأهتم بن سمي بن سنان بن خالد بن

منقر بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقوله ردائي وجلت:

يعني قوله لسليمان بن عبد الملك هذا ردائي رهن عن بني تميم.

شَفينَ حَزازاتِ النُّفُوسِ ولَمْ تَدعْ ... عَليْنَا مقالاً في وفاءٍ للاَئِمِ

أَبأُنا بِهمْ قتلِىَ ومَا فِي دِمائِهمْ ... وفاءٌ وهُنَّ الشَّافِياتُ الحوائِمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015