وقال الفرزدق أيضا في ذلك:
أتاني ورحلي بالمدينة وقعةٌ ... لآل تميمٍ أقعدت كُلِّ قائمِ
قال: ولم يكن الفرزدق برح المدينة، حتى جاءت وقعة وكيع، فقال جرير يجيبه:
وإنَّ وكيعاً حين خارت مُجَاشِعٌ ... كَفَى شِعْبَ صَدعِ الفتنةِ المتفاقم
قال سعدان، قال أبو عبيدة، قال أبو هشام، قال بيهس بن حاجب ابن ذبيان:
وردَّ على سعدٍ وكيعٌ دماءَها ... حفاظاً وأوفَى للخليفةِ بالعهدِ
ولما دَعَا فينا وكيعٌ أجابَهُ ... فوارسُ ليسوا بالرِّبابِ ولا سعد
فوارسُ من أبناءِ عمروٍ ومالكٍ ... سراعٌ إلى الداعي سراعٌ إلى المجدِ
ميامينُ لا كُشْفُ اللقاءِ لدى الوغَى ... ولا نُكُدٌ إن حُشَّتِ الحربُ بالنُّكْد
قال أبو عبيدة، قال أبو هشام، وهو من بني العجيف بن ربيعة بن مالك بن حنظلة، فحج سليمان بن
عبد الملك، فبلغه بمكة إيقاع وكيع بقتيبة، قال فخطب الناس بعرفات، فذكر غدر بني تميم، ووثوبهم
على سلطانهم، وإسراعهم إلى الفتن، وقال: إنهم أصحاب فتن، وأهل غدر، وقلة شكر. قال: فقام
الفرزدق وفتح رداءه فقال: يا أمير المؤمنين، هذا ردائي رهن لك بوفاء تميم، والذي بلغك كذب. فقال
الفرزدق، حيث جاءت ربيعة وكيع لسليمان بن عبد الملك:
فِدىً لسيوفٍ من تميمٍ وَفى بها ... ردائي وجلَّت عن وجوه الأهاتِم