قال فأتاه دهقان بجام فضة فيه ورق، وبدابة، فأمره وكيع بدفعه إلى نهار بن توسعة، قال عبد الله بن

عمرو ن من بني تيم اللات، فركب وكيع ذات يوم، فأتوه بسكران فأمر به فقتل. فقيل له: ليس عليه

القتل، إنما عليه الحد، فقال لا أعاقب بالسياط، إنما بالسيف فقال ابن توسعة:

كنا نُبَكِّي من الباهلي ... فهذا الغدانيُّ شرٌّ وشر

وقال أيضا:

ولما رأينا الباهليَّ ابنَ مسلم ... تَجَبَّر عَمَّمناه عَضْباً مهندا

وقال الفرزدق يذكر وقعة وكيع:

ومنا الذي سلَّ السيوفَ وشامَها ... عشَّيةَ بابِ القصرِ من فَرَغَانِ

عشيةَ لم تمنع بنيها قبيلةٌ ... بِعِزِّ عراقيٍّ ولا بيمان

عشيةَ ودَّ الناسُ أنهم لنا ... عبيدٌ إذ الجمعانِ يضطربان

عشيةَ ما ودَّ ابنُ غرَّاءَ أنه ... له من سوانا إذ دَعا أبوان

عشيةَ لم تستر هوازنُ عامرٍ ... ولا غطفانٌ عورةَ ابنِ دخان

رأوا جبلا يعلو الجبال إذا التقت ... رءوسُ كبيرَيْهن ينتطحان

رجالٌ على الاسلام إذ ما تجالدوا ... على الدين حتى شاع كل مكان

وحتى دعا في سُورِ كلِّ مدينةٍ ... منادٍ ينادي فوقها بأذان

فيُجزَى وكيعٌ بالجماعةِ إذ دعا ... اليها بسيفٍ صارمٍ وسنان

جزاءٌ بأعمالِ الرجالِ كما جَزَا ... ببدرٍ وباليرموك فيءَ جنان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015