وهجا بني نهشل فقال:
إذا تَمّ أيرُ النهشليّ لأمه ... ثلاثة أشبارٍ فقد رَقّ دينُها
وكان يفتخر بهم حيث يقول:
بيتاً زُرارةُ محتَبٍ بِفنائِهِ ... ومجاشِعٌ وأبو الفوارسِ نهشلُ
وهجا بني ضبة وهم أخواله ومدحهم.
قال أبو عبيدة: كان راوية الفرزدق رجلا من بني ربيعة بن مالك، وهم الذين يقال لهم ربيعة الجوع.
وله أيضاً راوية يقال له عبيد، كان يروي ما يقول في جرير وغيره، فنحروا جروراً، فسألهم
الفرزدق نسيباً، وكانوا قسموها على ثلاثة أنصبة بدرهم، فأبوا أن يعطوه منها نصيباً، فهجاهم فقال:
إذا ذُكرتْ رَبيعةُ فهيَ خِزيٌ ... لِذكراها بمَجد وأفتِخارِ
فكان عبيد راويته غائباً، فلما قدم، أهدى له ملء صحفة من لحم جزور، فأنشأ يمدحهم فقال:
ربيعةُ خير الناس إنْ عُدّ خَيرهُم ... لهم حَسبٌ زاكٍ وخير فَعالِ
قال أبو عبيدة: وهما بئس الشيخان، وما خلق الله أشأم منهما على قومها، إنهما أخرجا مثالب بني
تميم وعيوبهم، وكانا أعلم الناس بعيوب الناس، والناس يختلفون فيهما، وإنما يتكلمون بالأهواء.
قال أبو عبيدة: إما الرواة، فيقولون الفرزدق أشعرهما. وإما الشعراء، فيقولون جرير أشعرهما. قال أبو عبيدة: وهذا هو عندي