فقال الكوزي: نشدتك الله، وجرير شاهد ذلك، فقال جرير يعيره:

وتقولُ ظبيةُ إذا رأتكَ محُوقِلاً ... حُوقَ الحمارِ منَ الخَبال الخابِلِ

إنّ البليةَ وهوَ كُلُ بليّةٍ ... شَيخٌ يُعلّلُ عِرسَهُ بالباطِلِ

لو قد علقتُ منَ المُهاجر سُلّماً ... لَنجوتُ منهُ بالقضاء الفاصِلِ

فقال المهاجر: والله لو أتتني بالملائكة لقضيت للفرزدق عليها.

وحدثنا أبو عبيدة، قال: مر شيخ من بني العنبر بعد تزوج الفرزدق بظبية، بجرير بن الخطفي، فقال

له جرير: أين تريد؟ قال: البصرة. قال: فبّلغ هذه الأبيات الفرزدق:

إنّ الرزيةَ لا رَزيةَ مِثلَها ... شيخٌ يُعللُ نفسهُ بالباطلِ

أعجَزتَ عنها إذ أتتكَ بكعثَبٍ ... كالحُقّ أو ضرعٍ المُربّ الحائِلِ

لو كانَ غيركَ يا فرزدقُ أعوَلتْ ... مِن حَرّ طَعنتِهِ بعَولٍ عائِلِ

فأتى بها الفرزدق الشيخ، فقال أبلغه عني:

لو أنّ أمكَ يا جريرُ سألتهَا ... عندَ العِراكِ لَبيّنتْ للسائِل

لأتتكَ تحملُ فوقَ صدرِ ثيابهِا ... ولداً وقد دخلتْ بِرجلي حائِلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015