قال، وحدثنا أبو عبيدة قال: نكح الفرزدق ظبية بنت دلم بن الهثهاث، من بني مجاشع، بعد نوار،

وبعد ما أسن وكبر، فتركها عند أمها بالبادية، ثم خرج إليها وأنشأ يقول:

لقد طالَ ما أودَعتُ ظبيةَ أمها ... فهذا أوانٌ فيهِ الودائِعُ

وقال الفرزدق حين أتاهم:

لَعَمرُكَ إنْ ربيّ أتاني على البِلَى ... بظبيةَ إنّ اللهَ بي لرحيمُ

بمَمكورَة الساقين خَفّاقَةِ الحَشا ... إلى الزادِ لأياً في الظلامِ تقومُ

وقال حين أراد أن يبني بها:

أبادِرُ شَوّالاً بظبيةَ إنني ... أتتني بها الأهواء من كل جانبِ

بمالئَةِ الحِجلَين لو أنّ ميتاً ... وإنْ كانَ في الأكفانِ تحتَ النصائبِ

دَعتهُ لألقَى التربَ عنهُ انتفاضُهُ ... ولو كانَ تحتَ الراسياتِ الرواسِبِ

فأبتنى بها الفرزدق، فعجز عنها، فأنشأ يقول:

يا لهفَ نفسي على نَعظٍ فُجِعتُ بهِ ... حينَ التقى الركبُ المَحلوقُ والركبُ

فقال له رجل من بني كور: أعجزت أبا فراس، فوالله إني لأحمل على ذكري جزة صوف. فقال

الفرزدق:

لنِعمَ الأيرُ أيرُكَ يابنَ كُوزٍ ... يُقِلُ جُفالَةَ الكَبشِ الجَزيز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015