وقال جرير يقضي بين الأصم الباهلي وبين الفرزدق:

سأحكمُ بين قَين بَني عِقالٍ ... وبين أصمّ باهِلَةَ المُرادي

فأما القَين قَين بني عقالٍ ... فذو الكيرَين والبرُمِ الجيادِ

وأما الباهليُ فسُمُ أفعى ... على أحناء حيةِ كلّ وادي

وقال الفرزدق لجرير:

يَمُتُ بحَبل مِن عُتيبةَ إذ رأى ... أنامِلَهُ رُكّبنَ في شرّ ساعِدِ

ومِن قَعنبٍ هيهاتَ ما حَلّ قَعنبٌ ... منَ الخَطفى بالمنزل المُتباعِدِ

ومِنْ آلِ عَتّابَ الرديفِ ولم يكن ... لذلكَ أبوابَ المُلوكِ بشاهِدِ

فخرتَ بما تبني رِياحٌ وجعفرٌ ... ولستَ لما تبني كُليبٌ بحامدِ

فأجابه جرير فقال:

أنا أبنَ أبي سعد وعمرو ومالك ... وضَبةُ عبدٌ واحدٌ وابنُ واحدِ

أجئتَ تَسوقُ السيدَ خُضراً جُلودُها ... إلى الصيدِ من خالي صخرٍ وخالدِ

ألم ترَ أنّ الضبّ يهدِمَ جُحرَهُ ... وترأسهُ بالليلِ صُمُ الأساودِ

فإنّا وجدنا إذع وَفَدنا إليكُمُ ... صدورَ القَنا والخيلَ من خير وافِدِ

وأبليتُمُ في شأن جِعثنَ سَوءةً ... وبانَ ابنُ عَوّامٍ لكم غير حامدِ

فيا ليتهُ يدعو عُبيداً وجعفراً ... وشُماً رِياحِيّينَ شُعرَ السواعِدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015