فصل في مبحث القرآن العظيم
وبيان اختلاف الناس فيه ومذهب السلف
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
. . . . . . . . . فيها نتائج، نستغرب أن توجد هذه النتائج عندهم، لكنها بنيت على مقدمات اقتضتها عقولهم، ثم لزم على هذه المقدمات لوازم فالتزموا بها، وإلا من يبي يتصور أن مسلماً ينتسب إلى الإسلام ويسجد لله يصلي، يقول: سبحان ربي الأسفل، أو يقول:
ألا بذكر الله تزداد الذنوب ... وتنطمس البصائر والقلوب
من بيتصور أن شخص ينتسب إلى الإسلام وتدعى فيه الولاية أن يقول مثل هذا الكلام، إلا أن هناك مقدمات استرسلوا فيها، وألزموا بلوازم فالتزموا بها؛ لأنه لو لم يلتزموا لنقضوا مذاهبهم، ومن يريد الله به السعادة إذا عرف هذه اللوازم رجع عن قوله، والذي لا يريد الله به السعادة فيستمر في ظلاله وغيه يستمر إلى أن يصل على حد يخرج فيه من الدين، والذي يمكن أن يقال: هذه الأقوال، وهذه ال. . . . . . . . . وهذه المقدمات قيلت عن حسن قصد يعني هم يقصدون التنزيه، فهل كلامهم صحيح، قصدهم التنزيه لله -جل وعلا-؟ أو أن لهم مآرب يريدون أن يتوصلوا بها من باب كلمة حق أريد بها باطل؟
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن الرازي صاحب بالتفسير، وضرره بالغ على عقيدة السلف؛ لأنه منظر، وأوتي بيان وقوة حجة، والشبهات التي يوردها يصعب الإجابة عنها، حتى هو يعجز عنها، يورد شبهات في مذهب المخالفين، شبهات عند المعتزلة بقوة وبوضوح وبجلاء ويؤكد عليها ويبدي رأيه ثم إذا أراد أن يجيب عجز، هل يقال: أنه من أجل أن يقرر الشبهة يضعف في ردها وإلا فهو يستطيع أن ينقضها بدليل أنه ظهرت عنده الشبهة بقوة وبوضوح وبجلاء وهو لا يقول بها، لكن مع ذلك يأتي برد ضعيف، وهذا قد يكون أسلوب ماكر من أساليب المناظرات، يتظاهر الإنسان بأنه لا يرى هذا القول وهو في الحقيقة يراه، فيذكره ويدعمه بقوة، ثم يذكر الرد الضعيف ليقتنع به من يقرأ، باعتبار أنه جاء على لسان منصف.