جاء في كلام بعض العلماء ممن يحسب على التحقيق قوله: إن الله على ما يشاء قدير، إن الله على ما يشاء قدير، ومفهوم إدخال هذا القيد أن الذي لا يشاءه الله ولا يريده لا يقدر عليه، وهذا كلام ليس بصحيح، وإن قاله الطبري في بعض المواضع وهو من أهل السنة، وأما بالنسبة لغيره فلا يسلم مثل الجلالين قالوا: إن الله على ما يشاء قدير في الموضع الأول، التعليق بالمشيئة مفهومه يلزم عليه أن الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، وجاء في حديث صحيح مسلم في آخر من يخرج من النار إذا تمنى قال -جل وعلا-: ((فإني على ما أشاء قادر، فإني على ما أشاء قادر)).
وجاء أيضاً {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [(49) سورة الشورى]، تكميل {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ} [(50) سورة الشورى].
طالب:. . . . . . . . .
لا، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} [(29) سورة الشورى]، هذا المطلوب، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} والمراد بإذا متى، متى شاء يقدر على جمعهم، هذه لا أشكال فيها، لكن فإني على ما أشاء قادر، فإما أن يقال: إن مفهومه، إن مفهومه ملغى؛ لأنه معارض، ومنطوقه صحيح، إذا كان يقدر على ما شاءه ويقدر على ما لم يشأ، فالقدرة متعلقة بما يشاء وما لا يشاء، لا يعجزه شيء، قد يقول قائل: إن الذي لا يشاءه الله -جل وعلا- ليس بشيء، نعم فيكون مما لا تتعلق به القدرة، "قدرته تعلقت بممكن"، هل نقول: إن الذي لا يشاءه مستحيل، هل يكون مستحيلاً؟ لا، ليس بمستحيل، الذي لا يشاءه استحالته؛ لأن الله -جل وعلا- لم يشاءه، وإلا فهو في الأصل ممكن، الله -جل وعلا- لم يشأ أن يؤمن أبو جهل، لكن هل هذا لعدم قدرته؟ لا، ليس بصحيح، وإنما لحكمة بالغة، خلقه وسواه وهداه النجدين، وترك له من الحرية والاختيار ما يختار أحد الطريقين، فاختار سبيل الضلال بطوعه واختياره، لا مكره له على ذلك، فالحكمة الإلهية اقتضت أن يموت على الكفر، وهكذا جميع أضرابه ونظرائه ممن مات على الكفر.
قدرته تعلقت بممكن ... كذا إرادة فعِ واستبن