"الحمد لله القديم الباقي" "القديم" لم يرد في أسماءه الحسنى ما يدل على وصفه بهذا اللفظ، ولا على تسميته، يعني إذا كان الوصف أوسع من دائرة التسمية فإن الوصف لم يرد فضلا عن أن يسمى به، لم يرد ومفهومه في لغة العرب أنه المتقدم على غيره، ولو كان حادثاً، فلو اشتريت قلماً قبل عام وفي هذه السنة اشتريت قلماً، أنت اشتريت قبل الأول عشرات الأقلام، لكن العام الماضي اشتريت قلماً، وهذه السنة اشتريت قلماً آخراً، وعندك القلمين كلاهما، فهل يسوغ لك أن تقول لولدك أو لزوجتك: أعطيني القلم القديم؟ طيب قبله عشرات الأقلام، إذا كان الأمر كذلك لكان يطلق على المتقدم على غيره بغض النظر عن تقدمه المطلق، فإنه لا يسوغ إطلاقه على الله -جل وعلا-، كالعرجون القديم، العرجون القديم إذا وضع في الشمس، أخذ ما عليه من تمر ووضع في الشمس التوت أغصانه، وصار قديما بالنسبة للعذق الجديد الأخضر.
بعضهم ينفي هذا المحظور أو المحذور بإضافة أزلي، القديم الأزلي، يعني المتناهي في القدم، وإذا كان المعنى كذلك والأمر كذلك فمعناه صحيح، لكن يبقى أن استعمال الألفاظ التي جاءت بها النصوص هو الأولى، بل المتعين، فبدلا من أن نقول: القديم، أو نقول: القديم الأزلي، نقول: الأول، هو الأول والآخر، كما قال الله -جل وعلا- عن نفسه، وفسره نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ((الأول الذي لا قبله أحد))، أو ((ليس قبله شيء)).
"الحمد لله القديم الباقي"،: "الباقي" مثل القديم، نعم جاء {ويبْقى وجْه ربّك} [(27) سورة الرحمن]، والبقاء بمعنى الدوام الذي لا نهاية له، هو معنى الآخر الذي لا شيء بعده، استعمال المؤلف لهذين اللفظين، عدول عن الأولى الذي هو استعمال ما دلت عليه النصوص.
هنا في هذه النسخة يقول:
. . . . . . . . . ... مقدر الآجال والأرزاق
وأكثر النسخ بما فيها النسخ الأصلية التي مع الشرح يقول: مسبب الأسباب.
. . . . . . . . . ... مسبب الأسباب والأرزاق
أيهما أولى مقدر الآجال والأرزاق، أو مسبب الأسباب والأرزاق؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن ما نستطيع أن نقول: مسبب الأرزاق، أو مقدر الأرزاق؟
طالب:. . . . . . . . .