من السياق والقرائن من سياق الكلام وقرائن المقام نفسر (مَا) هنا بمعنى جنس بمعنى كلام الله وهذا في كل حدٍّ يُصَدَّرُ بما نقول جنس حينئذٍ نفسرها بماذا؟ إما بلفظٍ أو بكلامٍ أو لفظٌ عام أو حقيقة أو مجاز على حسب ما يذكر في موضعه، والذي يُعَيِّنُ مفهوم (مَا) هو السياق والقرائن. (نَزَلْ) هذا فصلٌ خَرَجَ به ما استأثر به الرب جل وعلا - كما ذكرناه بالأمس - وخَرَجَ به الأحاديث النبوية، الأحاديث نوعان: قدسية - ربانية كما يعبر البعض -، ونبوية: يعني لفظها ومعناها من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي لم تنزل لا شك، حينئذٍ ... (نَزَلْ) خرج به فصلٌ خرج ما لم ينزل مما استأثر الله جل وعلا به وخرج به الأحاديث النبوية لأنها من كلام النبي أليس كذلك؟ لماذا؟ لأن المعنى قد يقال بأنه من عند الله عز وجل {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]. حينئذٍ المعنى في الأصل أنه موحى به وحينئذٍ يكون التعبير واللفظ من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، هل اللفظ لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - سواءٌ عبر به عن معنى أُنْزِلَ أو معنًى اجتهادي هل اللفظ مُنْزَل أو لا؟ نقول: ليس بمنزل وإن كان يمكن إخراجه بقوله كلام الله لأنه ليس بكلام الرب جل وعلا وليس بمنزل أيضًا، إذَا (نَزَلْ) نقول: هذا فصلٌ أول خرج به ما استأثر به سبحانه والأحاديث النبوية لأن ألفاظها لم تنزل أو لم تُنْزل عليه، (عَلى مُحَمَّدٍ) هذا فصلٌ ثان خرج به ماذا؟ ما نزل على غيره من الأنبياء كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف موسى وصحف إبراهيم ...