نسبته: أنه من العلوم الشرعية ولا شك بل يتوقف فهم معاني كلام الرب جل وعلا وهو التفسير على معرفة أنواع علوم القرآن.

فضله: أنه من أشرف العلوم وأجلها.

لأن العلوم تشرف بشرف موضوعاتها وموضوعه أجل وأشرف لأنه كلام الرب جل وعلا، هذا العلم من حيث النشأة بعضهم يرى أنه لم يكتب في علم علوم القرآن إلا متأخرًا بل ذكر السيوطي أنه لم يعرف إلا الْبُلْقِيني رحمه الله تعالى في كتابه: ((مواقع العلوم من مواقع النجوم)). فقال: أول من ألف في علوم القرآن على جهة الجمع هو الْبُلقيني فبدأ ثم هو أتمه في كتبه الثلاثة لأنه ألف أولاً: ((التحبير))، ثم ألف بعد ذلك ((الإتقان))، و ((التحبير)) ذكر فيه مائة ونوعين من أنواع علوم القرآن، ثم ألف ((الإتقان)) يعني: وسع المدارك. وجمع بعض تلك الأنواع مع بعض فصيرها ثمانين نوعًا، ثم اختصر قيل اختصر ((مواقع العلوم)) للبُلقيني في رسالته ((النقاية)).

لكن هذا الكلام ليس بسديد كون البلقيني هو أول من صنف في علوم القرآن ليس بسديد بل علوم القرآن نشأت مع نزول القرآن وإن لم تدون ابتداءً إلا على جهة العلم الجزئي لأن التأليف لما كان هنا وهذا أمرٌ يعني يدرك بالحس أيضًا كالطفل أول ما ينشأ يَنشأ شيئًا فشيئًا مثله العلوم لكنها تكون موجودة أولاً في عهد الصحابة ثم بعد ذلك من جهة التزويد تنشأ كنشأة الطفل شيئًا فشيئًا ولا تولد هكذا وإنما تكون مستقرة، ولذلك كيف صار ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تُرجمان القرآن فقد دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يعلمه الكتاب في رواية البخاري يعلمه التأويل وراوية البخاري أعم يعلمه الكتاب يعني: علم الكتاب، وعلم الكتاب هذا أعلم من التفسير وإن فُسِّرَ التأويل بمعنى التفسير على طريقة السلف.

فحينئذٍ نقول: ترجمان القرآن صار مفسرًا صار إمامًا في التفسير صار مرجع الأمة حجة في التفسير وهل يمكن أن يكون كذلك دون الوقوف على المكي والمدني وأسباب النزول ونحو ذلك؟

لا يمكن لأن بالمكي مثلاً والمدني يعرف المتأخر من المتقدم فعند عدم الإمكان يحكم بأن المدني ناسخ للمكي إذًا ينبغي عليه فائدة كبيرة عند المفسرين، كذلك أسباب النزول هذه تفيد في فهم كما نص شيخ الإسلام رحمه الله على ذلك أنها تعين على فهم المراد من الآية، قد يغلق المعنى على المفسر فإذا وقف على سبب النزول أدرك حينئذٍ صار معينًا أو لا؟ صار معينًا لا شك فحينئذٍ نقول: العلم كان موجودًا. ولكن الصحابة لكونهم فصحاء وأرباب اللغة واللسان ومعاينته للنبي - صلى الله عليه وسلم - قد يُدركون الكثير دون حاجةٍ إلى السؤال عنها من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدركون ما أشكل عليهم أو خفي عليهم سألوا عنه، ولذلك لم يفسر كل القرآن للنبي - صلى الله عليه وسلم - لماذا؟

لأن بعضه يدرك كما نص ابن عباس على ذلك أنه على أربعة أنحاء بعض يدركه العربي القح فيفهم المراد دون الرجوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولذلك كان ما ثبت في تفسير القرآن من الحديث المرفوع عن النبي أقل لو نظر إلى - هو في نفسه كثير - لكن باعتبار القرآن ستة آلاف آية مثلاً فنقول: هذا قليل. لماذا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015