فبناءً على هذين التأليفين يمكن أن نعرف القرآن بالمعنى الإضافي فنقول: علوم القرآن عبارةٌ عن طوائف المعارف المتصلة بالقرآن. طوائف بمعنى طائفة مثل قوله هناك: جملة. يعني: بعض. طوائف المعارف جمع معرفة والمراد بها المساء لأنها جزئيات ولذلك بعضهم يفرق بين الجزئيات والكليات فيطلق على كليات بأنها علم على الجزئيات بأنها معرفة، المتصلة بالقرآن يعني: كل علمٍ له اتصالٌ من قريبٍ أو بعيدٍ فهو علمٌ من علوم القرآن فيدخل فيه العقيدة والتوحيد، والفقه، والحديث، وأصول الفقه، واللغة العربية بأنواعها، فكل علمٍ له عَلاقة بالقرآن فهو علمٌ من علوم القرآن واضح هذا.
فحينئذٍ صار علوم القرآن مرادفًا لعلوم الشريعة صار لفظ علوم القرآن بالمعنى الإضافي مرادفًا لعلوم الشريعة لأن علوم القرآن الفقه من أي مأخوذ؟ السنة عمومًا السنة ما الذي دل عليها في حجيتها وإثباتها؟
القرآن. إذًا هي داخلة في القرآن كل السنة من علوم القرآن، والفقه المستنبط من القرآن والسنة إذًا هو من علوم القرآن، وكلُ علمٍ كان وسيلةً للفقه في الوحيين دل عليه بماذا؟ بالقرآن إذًا كل العلوم الشرعية من علوم القرآن، كل ما اتصل بالقرآن من قريبٍ أو بعيدٍ فهو علمٌ من علوم القرآن، لكن هل هذا يصح هنا أن يجعل عنوان لعلمٍ يستقل بحدٍ أو موضوعٍ يطابق به الحديث والتفسير وأصول الفقه و .. و .. و ... إلى آخره هل يصلح هذا أن يكون فنًا يتميز بنفسه وبموضوعه عن سائر الفنون؟
الجواب: لا، حينئذٍ صار هذا التعريف، التعريف ثابت ولا بد لأن دلالة اللفظ بالتركيب الإضافي تدل على هذا فحينئذٍ نقول: هذا التعريف لا يصلح أن يكون لفنٍ مستقلٍ عن غيره من الفنون فلا بد من تعريفٍ أدق وأضبط بحيث يصير عَلَمًا دون الأول.
إذًا نقول: علوم القرآن عبارة عن طوائف المعارف المتصلة بالقرآن. يعني: كل معرفةٍ اتصلت بالقرآن تدخل تحت علوم القرآن بالمعنى الإضافي فيشمل ذلك كل العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والأصول واللغةِ فكل هذه العلوم تعين على فهم معاني القرآن ومقاصده، فكل ما يتصل بالقرآن من قريبٍ أو بعيدٍ يدخل تحت هذا التعريف فصار علوم القرآن مرادفٌ لكل العلوم الشرعية، فحينئذٍ لا بد من تخصيص هذا المفهوم فنقول بالحد الثاني وهو كونه لقبًا وعلمًا على الفن المستقل بذاته وبموضوعه علوم القرآن: هو علمٌ ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله، وترتيبه، وكتابته، وجمعه، وقراءته، وتفسيره، وإعجازه، وناسخه ومنسوخه، ومحكمه، ومتشابهه. إلى غير ذلك من المباحث التي تُذكر في أنواع علوم القرآن.
حينئذٍ تقول الاختصار: علمٌ ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله، وترتيبه، وما يتبع ذلك من التتمات التي ستذكر في أنواع علوم القرآن.