المنزل عليه، فالقرآن سُمِّيَ قرآنًا لكونه منزل على محمد وسمي عينه توراة وسمي إنجيلاً هذا كله من الخلط. إذًا على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يُخرج ما أنزل من الكتب على الأنبياء قبله كالتوراة والإنجيل وغيرهما كصحف إبراهيم وموسى، متعبد بتلاوته ما المراد بالمتعبد؟ يعني: ما أمر به الشرع أن يُتَّخَذَ عبادة، لأن العبادة هذا شأنها اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الرب جل وعلا ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، نقول: هذا عبادة. كل ما أمر به الشرع فهو عبادة كل ما حبه الشرع فهو عبادة، كل ما جاء النص بأن الرب جل وعلا رضي عنه فهو عبادة، كل ما مُدِحَ فَاعِلُوه فهو عبادة. كيف نحكم على الشيء بأنه عبادة، هل كل قول بأنه عبادة؟

لا. هل كل فعل هو عبادة؟

نقول: لا، لا بد من ضابط وهذه المشكلة قد يُشكل على البعض حتى من طلاب العلم كون هذا الشيء عبادة أو ليس بعبادة ما الذي ينبني عليه؟

ينبني أولاً أنك تعرف أن هذا عبادة وصرف العبادة لغير الله جل وعلا كلها أو بعضها ما حكمه؟

شرك. إذًا الذي لا يميز العبادة عن غيرها كيف يسلم من الشرك، عبادة قد تكون بالقلب، وقد تكون باللسان، وقد تكون بالجوارح، إذًا ثلاثة الأركان محلٌ للتعبد للرب جل وعلا قولاً وعملاً وتركًا فالذي لا يميز هذا عن ذاك لا يكاد يسلم من الوقوع في الشرك ولو كان خفيًّا، إذًا المتعبد بتلاوته أي: المأمور بتلاوته وقراءته في الصلاة وفي غيرها على وجه قربة والطاعة حينئذٍ نقول: القرآن متعبدٌ بتلاوته. أخرج ماذا؟

الحديث القدسي على القول بأن لفظه ومعناه من عند الرب جل وعلا، وأما إذا قيل بأن المعنى من عند الرب جل وعلا ولفظه من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا إخراج وإنما يكون الإخراج حينئذٍ للآيات المنسوخة (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما) فقل هذا نُزل أولاً لكنه رُفِعَ فحينئذٍ لا يكون متعبدًا بتلاوته، نحن نعرف أن هذه كانت آية لها حرمة ولما نسخت تلاوتها هل يصح أن تُقْرأ في الصلاة؟

لا يصح.

هل هي كلام الرب منزل؟ نعم كان ثم رفعت لها الحرمة بالنسخ ولله عز وجل أن ينسخ ما يشاء كما يشاء فحينئذٍ نقول: هذه منسوخة فلا يُتعبد بتلاوتها. إذًا المتعبد بتلاوته أخرج الحديث القدسي إن قلنا: إنها منزلةٌ من عند الله تعالى بألفاظها فهو غير متعبد بتلاوتها وخرج أيضًا منسوخ التلاوة.

إذا عرفنا أيضًا الآن الطرفين المركب الإضافي علوم القرآن علوم في اللغة والاصطلاح، والقرآن في اللغة في الشرع يرد السؤال ما المراد بـ: علوم القرآن بالمعنى الإضافي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015