لا، لا يمكن أن يطلق ويراد به الإنسان، ولذلك من الباطل أن يقال: ... {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]. أنه بروح دون جسد نقول: العبد إذا أُطلق يحمل على مسماه وهو الروح والجسد معًا. فإثبات الإسراء للروح فقط دون الجسد يحتاج إلى دليل نقول: لا مانع في الشرع لكن ائت بدليل، والأصل حمل اللفظ على ظاهره كذلك الكلام بالنسبة للفظ والمعنى كالإنسان باعتبار الجسد والروح.
على كلٍ إطلاق الكلام على ما المعنى القائم بالنفس نقول هذا محدث وبدعة وضلال. لماذا؟
لأنه ينبني عليه تحريف كلام الرب جل وعلا وبأن القرآن الذي بين أيدنا المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور هذا ليس بكلام الرب جل وعلا، حينئذٍ صاروا بذلك يقولون الأشاعرة كالمعتزلة في أن القرآن مخلوق لكن يقولون: لا يُصرح به تأدبًا وإنما يذكر في مقام التعليم فقط عند الطلاب. يقال: القرآن مخلوق. وما عدا ذلك لا يكون كلام الله والإضافة حينئذٍ تكون من باب إضافة تشريف {نَاقَةَ اللَّهِ} [الشمس: 13] مثلها كلام الله، وهذا باطل.
على كلٍّ كلام الله لفظًا ومعنى وانتبهوا من الكتب التي في التفاسير وفي علوم القرآن ونحوها ولذلك يذكروا حتى في المصطلح لا يكاد يَسْلَم يقولون: الحديث ضد القديم. في تعريف الحديث ضد القديم قد يكون في اللغة لا إشكال يُبحث عنها لكن يقول: هو سمي الحديث حديثًا لماذا؟
لأنه مقابلٌ لكلام الرب جل وعلا لأنه ماذا؟
قديم صفةٌ قديمة قائمةٌ بالنفس. وهذا باطل. فتجد لوثة الأشعرية لا يكاد يسلم منها علم في النحو، في الصرف، في البيان في البيان حدث ولا حرج.
كلام الله تعالى المنزل على عبده، المنزل يخرج كلام الله الذي استأثر به هل كل كلام الله جل وعلا منزل؟ هل كلام الله هو القرآن فحسب أم أنه أعم؟
القرآن من كلام الله من بعض كلام الرب جل وعلا وليس كل كلام الرب جل وعلا فلذلك ليس كل كلامٍ يكون مُنَزّل فقوله: الْمُنَزَّل. كلام الله تعالى المنزل احترز به أو أخرج عن كلام الرب جل وعلا الذي استأثر به ولم ينزل {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف: 109] على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يُخْرِجُ ما أَنْزَلَ من الكتب أو ما أُنْزِلَ من الكتب على الأنبياء قبله كالتوراة، والإنجيل وغيرهما لأنه مقيد (الْمُنَزَّلُ) على محمد قد أنزل الرب جل وعلا التوراة، وأنزل الإنجيل وهي من كلامه جل وعلا لكنها ليست بقرآن وعند الأشاعرة ونحوهم كلها قرآن المعنى واحد واختلف باختلاف ماذا؟