(الفَصْلُ والوَصْلُ)، (الفَصْلُ) هو ترك عطف الجمل بعضها على بعض، (والوَصْلُ) هو عطف بعض الجمل على بعض. هناك قيل في الوصل عطف الجمل ونقول: يجري في المفردات أيضًا هذا هو الصحيح لا إشكال في هذا، يجري في المفردات، وإنما المفردات أمرها أوضح وأيسر، لكن الجمل أمرها صعب مأخذها دقيق يحتاج إلى تأمل. الفصل والوصل يجريان في الجمل وكما يجريان في الجمل يجريان في المفردات، فالوصل نحو قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]. في المفردات عُطف بعضها على بعض وذلك لرفع توهم عدم اجتماعها، لِمَ عُطِفَ هنا؟ لرفع توهم عدم اجتماعها لأن الـ .. ، هو الأول والآخر كيف يتصف الشيء الواحد بكونه أولاً وآخرًا، قد يرد الذهن هكذا لكن لما عُطف دل على الجمعية الواو لمطلق الجمع، والفصل نحو {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23] معطوفات أو لا؟ غير معطوفات، ترك العطف لعدم الجامع بينها، لكن المصطلح عليه اختصاص الفصل والوصل بالجمل. (الفَصْلُ والوَصْلُ وفي المَعَانِيْ بَحْثُهُما) يعني وفي فن المعاني (بَحْثُهُما) هذا مبتدأ مؤخر (وفي المَعَانِيْ) جار مجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (وفي المَعَانِيْ بَحْثُهُما) بحثهما في المعاني الفصل والوصل وفي فن المعاني بحثهما (ومِنْهُ) أي: من فن المعاني (يُطْلَبانِ) إذ هناك محلهما، لأن البحث فيه طويل، يعني ست وسبعين أو أكثر من سبعين هذا مؤلف خاص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015