هذا مثلها حينئذٍ تكون اسمًا لا تكون حرف جار (مُذْ نَزَلَتْ) يعني: إلى أن نُسخت (مُذْ نَزَلَتْ) إلى أن نسخت (إِلاَّ عَليْ) ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ثم كم بقيت؟ لأنه يرد السؤال لو بقيت وقتًا طويلاً كيف الصحابة لم يناج واحدٍ منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كم بقيت؟ هذا يدل على ماذا على أنها لم تبق طويلاً (وسَاعَةً قَدْ بَقِيَتْ). (وسَاعَةً) هذا ظرفٌ لما بعده يعني وقد بقيت هذه الآية التي هي ماذا {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا} [المجادلة: 12] بقيت ساعةً يعني: من نهارٍ، وهذا قول قتادة، (وسَاعَةً) هذا ظرفٌ لما بعده والتقدير و (قَدْ بَقِيَتْ)، (قَدْ) للتحقيق، بقيت أي تلك الآية (سَاعَةً) أي من نهارٍ وهذا هو قول قتادة أنها لم تبق النهار كله، (تَماما) أي بقيت تلك الآية بقاءً تمامًا لا زيادة فيه ولا نقصان وهي ساعة، (وقِيْلَ: لا)، لم تبق ساعة بل بقيت إلى أن نُسخت (عَشْرَةً أَيَّامَا) يعني: عشرة من الأيام (عَشْرَةً أَيَّامَا) عشرةً من أيام لا بد من تقدير حرف جر، وهذا قول مقاتل أنها بقيت عشرة أيام، لكن هذا ردوه بماذا أنه يُستبعد أن يبقى النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة أيام ولا يناجيه أحدٌ من الصحابة، هذا فيه بعد أن يبقى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو المفتي وهو القاضي وهو النبي عليه الصلاة والسلام وهو وليُ الأمر ثم عشرة أيام ولا يناجيه ولا أحد إلا علي هذا بعيد جدًا هذا فيه بعدٌ (وسَاعَةً قَدْ بَقِيَتْ تَماما وقِيْلَ: لا) أي لم تبق ساعةً بل بقيت إلى أن نسخت (عَشْرَةٌ) أي عشرةً من الأيام وهذا قول مقاتل، وهناك قولٌ ثالث: بأنها نسخت قبل العمل بها الذي ذكرناه عن ابن عطية بأنه عن جماعة وهذا غير صحيح لحديث الترمذي السابق. هذا ما يتعلق بالنوع الثالث والرابع عشر.

ثم قال [نأخذ الباب الأول والثاني من] (العِقْدُ السادسُ ما يرجعُ إلى المعاني المُتعَلِّقَةِ بالألفاظِ).

(ما) يعني أنواعه (يرجعُ) تَرْجِعُ يَرْجِعُ يجوز الوجهان، هذه الأنواع مرجعها إلى ضابطٍ وقدر المشترك (المعاني المُتعَلِّقَةِ بالألفاظِ) يعني النظر هنا في المعنى من جهة أثره في اللفظ لا من جهة أثره في الحكم، وقد يترتب عليه حكم أيضًا قد يترتب عليه حكمٌ (وهيَ سِتَّةٌ) وهي بالتأنيث (سِتَّةٌ) بالاستقراء، (الأولُ والثاني: الفَصلُ والوَصْلُ). قال رحمه الله:

الفَصْلُ والوَصْلُ وفي المَعَانِيْ ... بَحْثُهُما ومِنْهُ يُطْلَبانِ

إذًا طلبهما من أين؟ المعاني

مِثَالُ أَوَّلٍ إِذا خَلَوا إِلى ... آخِرِها وذَاكَ حَيْثُ فُصِلا

وَمَا بَعْدَها عَنْهَا وتِلكَ اللهُ ... إِذْ فُصِلَتْ عَنهَا كَمَا تَرَاهُ

وإِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمِ ... في الوَصْلِ والفُجَّارَ في جَحِيْمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015