ليس له معنى بل حتى المشتقات في المخلوقين إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فمحل نزاع باتفاق أنها لا تدل على معاني، ولذلك قد يسمى محمود الشخص ويسمى محمد غير النبي - صلى الله عليه وسلم - هل نقول: محمد ومحمود أنه يدل على أنه ذات متصفة بالحمد أو أنه يحمد أو قد يسمى صالح يعني: ذات متصفة بالصلاح قد يكون صالح بالفعل يوافق الاسم المسمى، وقد يكون من أشر خلق الله عز وجل ويسمى صالحًا حينئذٍ نقول: الاسم هنا لم يوافق مسماه. وإنما المراد أنه لفظٌ جُرِّدَ عن المعنى عن الوصف هذا المراد بلفظ الجلالة هل هو دالٌ على ذاتٍ فقط أم لا؟ القرآن مثله هل هو مشتقٌ أم لا؟ ثم إذا كان مشتقًا أم جامدًا - على القولين - هل هو مهموز فيقال: القرآن بالهمز. أم غير مهموز فيقال: القران. هكذا بدون همز؟
قال بعضهم: هو اسمٌ علمٌ غير مشتق خاصٌ بكلام الله فهو غير مهموزٍ وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي رحمه الله تعالى أن القرآن قران هكذا يقرأ وهي قراءة ابن كثير لأنه علمٌ مرتجل يعني: لم يكن مصدرًا فنُقِل إلى كلام الرب جل وعلا فجعل اسمًا صار علمًا مرتجلاً لأن العلم عند أهل العربية قسمان:
علمٌ منقول.
وعلمٌ مرتجل.
علمٌ منقول هو الذي سبق له استعمالٌ في غير الْعَلَمِيَّة.
فَضْل هذا مصدر فَضْل مصدر فَضَلَ يَفْضُلُ فَضْلاً إذًا هو مصدر، إذًا هو سابق على الْعَلَمِيَّة كان مصدرًا فنقل من المصدرية إلى الدلالة على العلم لوحده فضل تقول: هذا فضل زيد، وهذا فضل عمرو، هذا فضل الله. حينئذٍ فضل هذا المراد به زيادة فهل يدل على ذات؟
لا يدل على ذات، لكن لو نقلته من المصدرية إلى دلالة على ذات صار علمًا موصولاً منقول من أي شيء؟ من المصدر، ومثله المنقول عن جملة اسمية أو المنقول عن الجملة الفعلية تتأبط شرًا، وشاب قرناها شاب قرناها فعل ماضي وفاعل، وتتأبط شرًا فعل وفاعل ومفعولٌ به، نقل عن كونه جملةً فعلية إلى كونه علمًا على شخصٍ معين فصار مفردًا هذا يسمى علمًا منقولاً.
والعلم المرتجل هو الذي وُضع ابتداءً من أول الأمر هكذا نطقت به العرب ابتداءً أول ما وضع، وضع على أنه علم لم يستعمل في غير الْعَلَمِيَّة قبل كونه أو جعله علمًا.
وَمِنْهُ مَنْقُولٌ كَفَضْلٍ وَأَسَدْ ... وَذُو ارتجالٍ كُسَعادَ وَأُدَدْ
وَجُمْلَةٌ وَمَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا ... ذَا إِنْ بِغَيْرِ وَيْهِ تَمَّ أُعْرِبَا