(قَرِيْنَةُ الثَّانِيْ) الذي هو العام الذي أريد به الخصوص قرينته ماذا؟ (تُرَى) أي تعلم عقلية نسبةً إلى العقل لأن القرائن قد تكون لفظية وقد تكون عقلية وقد تكون معنوية، {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] هذا مُثِّلَ له بالقرينة العقلية وسبق أن الكثير من الأصوليين يُمَثِّلُون به يعني: بهذه الآية على ماذا؟ المخصص العقلي أليس كذلك؟ {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} شيء، هو شيء هذا جاء في الكتاب أنه يطلق على الرب جل وعلا {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} [الأنعام: 19]. {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ... [القصص: 88]. جل وعلا حينئذٍ نقول: أُطلق لفظ الشيء على الله عز وجل قوله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} هل خلق نفسه؟ الجواب: لا. إذًا بمخصص هو العقل القرينة هنا عقلية {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} [الأحقاف: 25]. مع أنها لم تدمر السماوات والأرض، أليس كذلك؟ قالوا: التخصيص هنا حصل بالعقل (قَرِيْنَةُ الثَّانِيْ) العام الذي أريد به الخصوص (تُرَى عَقْلِيَّةْ) يعني تُعلم عقلية نسبة إلى العقل وقيل: حالية وهذا في الغالب، وقد تكون لفظية، قد تكون قرينة العام الذي أريد به الخصوص لفظية ما هو مثاله؟ ... [أحسنت] {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عمران: 175]. هذه قرينة لفظية ذكرناه فيما سبق: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} [آل عمران: 173]. قلنا النظر إلى سياق الآية يدل على ماذا؟ على أن الناس هنا استعمل في ماذا؟ في غير ما وُضِعَ له، ويدل عليه قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ}. بذا
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ
هذا مرجعه ماذا؟ اسم الإشارة للمفرد المذكر، لو كان المراد بالناس في قوله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} لو كان المراد به جميع مدلوله لقال: إنما أولئكم الناس، إنما أولئكم الشيطان أو الشياطين، لكنه ما قال {إِنَّمَا ... ذَلِكُمُ} فدل على ماذا فدل على أن المراد باللفظ الأول واحد.
(قَرِيْنَةُ الثَّانِيْ تُرَى عَقْلِيَّةْ) إذًا هذا في الغالب وقد تكون قرينته لفظية كما في الآية التي ذكرناها حيث المراد به واحد، (وَأَوَّلٌ) أي العام المخصوص ... (قَرِيْنَةُ) (تُرَى لَفْظِيَّةْ) (قَطْعاً)، (وَأَوَّلٌ) العام المخصوص (قَرِيْنَةُ) ... (قَطْعاً) أي جزمًا (تُرَى) أي تعلم (لَفْظِيَّةْ) كالاستثناء والشرط والغاية، أو الكتاب بالكتاب أو الكتاب بالسنة .. إلى آخره، يعني المخصصات كلها المتصلة والمنفصلة، المخصصات المنفصلة ذكرنا أنها تسعة، والمخصصات المتصلة ذكرنا أنها أربعة أو خمسة، كل هذه لفظية. إذًا (قَرِيْنَةُ الثَّانِيْ) الذي هو العام الذي أريد به الخصوص عقلية لا لفظية هذا في الحكم الأغلبي وأما العام المخصوص فهذا قرينته ماذا؟ لفظية سواءً كانت متصلة أو منفصلة.