يعني: ومما نزل في الليل آية الثلاثة الذين خلفوا الذين الألف هذه للإطلاق

(وآَيةُ {الثَّلاَثَةِ}) من هم الثلاثة: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع أي: خلفوا بتشديد اللام مغير الصيغة حال كونها كائنة بسورة التوبة) بِتَوبَةٍ) يعني: بسورة توبة. (يَقِينَا) وتسمى براءة (يَقِينَا) أي: أتيقن أنها ليلية أيضًا يقينًا يَقينًا هذا مفعول مطلق لعامل محذوف وجوبًا أتيقن أنها ليلية أيضًا يقينًا ففي الصحيح من حديث كعب القصة الطويلة فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أم سلمة هذا دال على أنها ليلية.

(وآَيةُ {الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ} أَيْ {خُلِّفُواْ}).

خُلِّفُوا أم تَخَلَّفُوا؟

هم تَخَلَّفُوا وخُلِّفُوا بمعنى أُخِّرُوا، تَخَلَّفُوا عن الخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخُلِّفُوا يعني: أُخِّرُوا بقبول عذرهم. حينئذٍ الوصف لا من حيث تأخرهم وإنما من حيث قبول التوبة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء من جاءه ممن لم يخرج فذكر بعضهم أسباب وبعضهم أعذار فقبل منهم وجاء العتب {عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} ... [التوبة: 43] ... إلى آخره وهؤلاء الثلاثة لا إنما ذكروا أنهم لم يعتذروا كما اعتذر غيرهم وإنما ذكروا الأسباب الحقيقة في عدم خروجهم أو في تخلفهم فأُخِّرُوا في قبول عذرهم وقبول توبتهم حينئذٍ ليس الوصف هنا خُلِّفُوا من حيث إنهم تَخَلَّفُوا عن الخروج والغزو وإنما من باب أنهم خُلِّفُوا وأَخِّرُوا عن قبول عذرهم.

(فَهذِهِ) المذكورات السابقة من الأمثلة (بَعْضٌ لِلَيْلِيٍّ) بعض ليس الكل ذكر السيوطي كثير في الإتقان ونحوه (لِلَيْلِيٍّ عَلى أَنَّ الكَثِيْرَ) من الآيات ... (بالنَّهارِ نَزَلا) (عَلى أَنَّ الكَثِيْرَ) (نَزَلا) هذه الألف بالإطلاق بالنهار لأنه هو الأصل وهو محل اليقظة والأصل فيه أنه محل التنزل.

(السابعُ والثامنُ: الصَّيفيُّ والشتائِيُّ) الصيفي نسبة إلى الصيف، والشتائي نسبة إلى الشتاء ومعلوم أن الفصول أربعة فلِمَ خص أرباب علوم القرآن بالصيفي والشتائي فقط؟

لم يقولوا: هذا ربيعيٌّ. أو خرفيٌّ. قالوا: الصيف يلحق به الربيع لكونهما شماليين، والشتاء يلحق به الخريف لكونهما جنوبين. حينئذٍ نقول: كل من الربيع والخريف ألحق بالفصل الذي يليه وهذا من باب الاصطلاح فقط وإلا ما نص هذا نزل في الربيع وهذا نزل في الخريف وإنما جاء في بعض الروايات: آية الصيف. في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، في ليلة شاتية. فجاء لفظ الشتاء وجاء لفظ الصيف فألحق أرباب علوم القرآن بهذين الوصفين فكل ما جاء إما أنه صيفي وإما أنه شتائي ولذلك كل ما يمثل لا بد من لفظ كلمة صيف أو شتاء والقول بأن الخريف ملحق بكذا والربيع ملحق بكذا هذا لا مثال له إنما من باب تعميم الاصطلاحات.

إذًا الصيفي هو: ما نزل بالصيف.

والشتائي: ما نزل بالشتاء.

(الصَّيفيُّ) لَمْ تحذف الياء لماذا؟ حذف فعيلة، ليس من قبيل فعل صيف فعل وهناك فعيلة مدينة وصيف ليس كمدينة ليس كسليقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015