(والشتائِيُّ) قال في القاموس: الشتاء كالكساء شتاء مثل كساء والنسبة شَتْوِيٌّ ويحرك ويقال: شَتِيٌّ كَغَنِيّ. وكذلك في ((مختار الصحاح)) أن النسبة إلى لشتاء تكون شَتْوِيُّ وشَتَوِيٌّ مثل خَرْفِيُّ وَخَرَفِيُّ أساسًا الناظم هنا نسبه إلى نسبة غير مشهورة.
صَيْفِيَّةٌ كآَيِةِ الكَلالَةِ ... والشِّتَائِي كالعَشْرِ في عَائِشَةِ
بهذه الصيغة الوزن ينكسر والأولى أن يقال: والشَّتَوِيٌّ كالعشر في عائشة. وبعضهم أصلحه في قوله: والشتائي لكن هذا يحتاج إلى إتباع، وقد بحثت في القاموس في بعض المعاجم ما وجدت أنه يقال فيه مثل ما قيل في النسأي نسائي ونسأي كأنه على وجدانه، ذاك لا وإنما هو شتاء ككساء ولذلك نص في القاموس في ((مختار الصحاح)) أن نسبة إلى الشتاء شَتْوِيٌّ ويحرك ويقال: شَتِيٌّ كغني. وكذلك في ((المختار)) قال أيضًا: شَتْوِيٌّ وَشَتَوِّيٌّ. مثل خَرْقِيّ وَخَرَقِيّ أما شتأي هذا يحتاج إلى إثبات.
صَيْفِيَّةُ كآَيِةِ الكَلالَةِ ... والشَّتَوِيّ كالعَشْرِ في عَائِشَةِ
أي: القرآن. صيفيه أي: ما نزل في الصيف، (كآَيِةِ الكَلالَةِ) الكاف هذه للتمثيل ويحتمل أن هذه للاستقصاء لأن بعضهم ما ذكر إلا مثالاً واحدًا حينئذٍ إذا لم يثبت إلا آية الكلالة تكون الكاف هذه استقصائية، وإذا وجد مثال آخر فنقول: هذه الكاف تمثيلية (كآَيِةِ الكَلالَةِ) والكلالة هي: من لا والد له ولا ولد. في الكلالة كما قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين: إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء، والأخرى في الصيفِ وهي التي في آخرها. {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} [النساء: 176] هي التي معنا الآن مثال التي في آخر سورة النساء، في صحيح مسلم عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: ما راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيءٍ عليه - يعني: ما أغلظ لي فيه. - حتى طعن في أصبعه في صدري حتى قال: «يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء»؟ الصيف فقال: «الصيف». فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها نزلت في فصل الصيف، ... (صَيْفِيَّةُ كآَيِةِ الكَلالَةِ) عرفنا ماذا؟ أن آية الكلالة التي في آخر النساء هذه صيفية والتي في أولها هذه شَتَوِيَّة.
والشَّتَوِيُّ منسوبة للشتاء (كالعَشْرِ في عَائِشَةِ) يعني: كالآيات العشر التي في سورة النور في براءة عائشة رضي الله تعالى عنها مما لمزه المنافقون ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت في ذكر قصتها: فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خرج أحدٌ من أهل البيت حتى أُنْزِلَ عليه فأخذه من كان يأخذه حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شاتٍ من ثقل قول الذي ينزل عليه ... الحديث. قولها: في يوم شاتٍ. دل على ماذا؟ على أن هذه العشر نزلت في الشتاء.
التاسع: الفِراشيُّ من الآيات