ويومَ بَدْرٍ سُورَةُ الأَنْفَالِ مَعْ ... {هَذَانِ خَصْمَانِ} ومَا بَعْدُ تَبَعْ
إِلى {الْحَمِيدِ} ......... ... ................................
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24] هذه في سورة الحج. (مَعْ {هَذَانِ خَصْمَانِ}) يعني: مع آية ... {هَذَانِ خَصْمَانِ} يحكم عليها بأنها سفري (ومَا بَعْدُ) أي: بعد قوله: {هَذَانِ خَصْمَانِ} (تَبَعْ) حينئذٍ تكون خمس آيات تقريبًا أو ست (ومَا بَعْدُ تَبَعْ) تبع هذا مصدر يعني: تبعًا لقوله: {هَذَانِ خَصْمَانِ} في الحكم بأنها سفرية إلى قوله: {الْحَمِيدِ}. والدليل كما ورد في البخاري عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه كان يُقسم أن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه. قال الْبُلقيني رحمه الله: الظاهر أنها نزلت يوم بدرٍ وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بـ {هَذَانِ خَصْمَانِ}. مشركون والمؤمنون وهذا كان في ماذا؟ في السفري في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه ومتى قتل حمزة؟
في أحد، وأحد هذه تعتبر سفرًا بالنسبة للمدينة ولم يقيد بثمانين ونحوها.
(ومَا بَعْدُ) أي: بعد خصمان حال كونه
تَبَعْ إِلى {الْحَمِيدِ} ثُمَّ {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ... فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم
ثم إن عاقبتم يعني: ثم نزل أو مما حكم عليه بأنه سفري آية {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} بضم الميم للراوي يعني من سورة النحل عبر عنها السيوطي هناك بخاتمة النحل من قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} إلى آخر السورة هذا سفري (ثُمَّ) آية {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم}) بضم الميمين في الموضعين للراوي، أخرج البيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف على حمزة حين استُشهد وقد مُثِّل به. فذكر الحديث إلى أن قال: «لأمثلن بسبعين منهم مكانك». فنزل جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف بخواتيم سورة النحل {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} إلى آخر السورة فهو صريح في نزولها بماذا؟ بأحد، ولذلك قال: (بأُحُدٍ) هذا دليل على أنها نزلت في ماذا؟ في أحد، ولكن أخرج الترمذي والحاكم عن أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنها نزلت يوم فتح مكة. والحديث السابق أنها نزلت بأحد. قال السيوطي تبعًا لغيره: والجمع أنها نزلت أولاً بمكة، ثم ثانيًّا بأحد، ثم ثالثًا يوم الفتح تذكيرًا من الله لعباده. يعني: مما كرر نزوله. إذًا (ثُمَّ {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم} بأُحُدٍ) يعني: نزلت بأحد. هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره نزل أي الآية السابقة.
بأُحُدٍ وعَرَفاتٍ رَسَمُوا ... {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
بضم الميم للراوي. (وعَرَفاتٍ) يعني: بعرفات. (رَسَمُوا) أي: كتبوا نزول آية ({الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}) يعني: في حَجة الوداع جاء في الصحيح من حديث عمر رضي الله تعالى عنه أنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع. وفي رواية: عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع.
وما ذَكَرْنَا هَا هُنَا اليَسِيْرُ ... والحَضَرِي وقُوعُهُ كَثِيْرُ