(أَنْفَالُ براءَةٌ) يعني وأنفال بإسقاط حرف العطف فسورة الأنفال سورةٌ مَدَنِيَّة و (براءَةٌ، والرَّعْدُ) وعن ابن عباس: أنها مَكِّيَّة في رواية أن الرعد هذا من المختلف فيه أنها مَكِّيَّة (والقِتَالُ) حكى النَّسَّفِيّ قولاً غريبًا أنها مَكِّيَّة والجمهور على أن القتال مَدَنِيَّة وهي سورة محمد وتسمى القتال وتسمى محمد وسبق أن بعض السور قد تسمى باسمين وهذا مثالٌ لها.
(وتَالِيَاها) يعني: تاليا القتال وهما سورة الفتح والحجرات، وفي الحجرات قول شاذ: أنها مَكِّيَّة. (والحَدِيْدُ، والنَّصْرُ) بإسقاط حرف العطف والحديد والنصر قول الجمهور أنها مَدَنِيَّة (قِيامَةٌ) يعني وسورة القيامة {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} هذه مَدَنِيَّة، والمصنف هنا الناظم تبع السيوطي في ((النُّقاية)) السيوطي رحمه الله عدها من الْمَدَنِيِّ وكذلك عدّها في ((التحبير)) من الْمَدَنِيِّ وهنا تبع الأصل بأنها مَدَنِيَّة وهو قولٌ فيها لكن يُحكى الإجماع بأنها مَكِّيَّة، وتجد الشُّرَّاح يقولون: هذا لعله سبق قلم بدل من أن كتب قيامة صوابه قيِّمةٌ وهي سورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1]. حينئذٍ نقول: قوله: (قِيامَةٌ) تبع قولاً ضعيفًا بأنها مَدَنِيَّة وحُكِي الإجماع على أنها ماذا؟ مَكِّيَّة، صوابه قيِّمةٌ - هكذا قال الشارح - وهي سورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1]. فإنها مَدَنِيَّة عند الجمهور بخلاف القيامة فإنها مَكِّيَّة بالإجماع، ودعوى الإجماع هذا فيه نظر.
و (زَلْزَلَةٌ) لكن تصويب كلام الناظم فيه نظر بل تبقى على أصلها أن مراده القيامة لأنه نظم ((النُّقاية))، و ((النُّقاية)) أثبت أن القيامة مَدَنِيَّة فإذًا لا نقول: أنه سبق قلم ولا نقول: أنه خطأ بل نقول: هذا قوله وهو مرجوح وعدها السيوطي في ((التحبير)) بأنها من الْمَدَنِيَّات وكذلك في ((النُّقاية)).
(قِيامَةٌ، زَلْزَلَةٌ) يعني: وزلزلة، سورة الزلزلة وفيها قولان هذه، والمرجح عند الجمهور أنها مَدَنِيَّة (والقَدْر) بسكون الدال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]. (والنُّورُ) سورة النور (والأَحْزَابُ، والمُجَادَلَةْ) بفتح الدال ويجوز كسر مجادلة إن روعي القصة قيل المجادَلة وإن رُوعِيَ المرأة قيل المجادِلة، وسميت بها في اللغة .. (وَسِرْ) هذا أمرٌ من السير يعني (وَسِرْ) في تعداد السور من المجادلة إلى سورة التحريم وتعد سبعة وتعد سبع سور الحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق هذه كلها من الْمَدَنِيَّات يعني من المجادلة يعني جزء قد سمع كله مَدَنِيّ لأنه عد المجادلة وعد التحريم وما بينهما، وهي داخلة أي التحريم حينئذٍ إذا قال: إلى التحريم لا يفهم أن ما بعد إلى على القاعدة المشهورة أنه ليس داخلاً في المغيا، بل المغيا داخلٌ في الحكم السابق (وَسِرْ) في تعداد السور (إلى التَّحْرِيْمِ وَهْيَ) أي سورة التحريم (داخِلَةْ) في العدد، نص على دخولها لماذا؟ لأن الغالب عدم دخول المغيا مع إلى بخلافه مع حده، الغالب أن ما بعد إلى لا يدخل فيما قبله فحينئذٍ نحتاج إلى التنصيص بكون ما بعد إلى داخلاً في ما قبله.