"ولو كان لك مثل جبل أحد ذهباً، أو مثل جبل أحد تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر" لأن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، لا يصح إلا به "فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك" تجزم يقيناً أن ما أصابك من نوائب الدهر لم يكن ليخطئك؛ لأنه مكتوب عليك ومقدر فلا مفر "وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك" يعني لو أنت ماشٍ في الطريق، ثم وقع شيء من سطح عليك فكسر منك عضو، يعني هل ينفعك لو أنك أسرعت الخطى؟ تقول: لو أني أسرعت وتعديت هذا قبل أن يسقط؟ هذا اجزم جزماً يقيناً أن هذا مكتوب عليك ولن يخطئك، وبالمقابل لو أنك تعديته أو سقط قبل أن تصل إليه هذا أخطأك لم يكن ليصيبك، لو اجتمع الناس كلهم على أن يلقوه عليك لن يصل إليك، ولو أن الخلائق كلهم اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك فلن يضروك، قد يقول قائل: إذا كان الأمر كذلك ففيما العمل، يعني ماذا نبذل من الأسباب، وكل شيء مقدر كما سأل الصحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- على ما سيأتي ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)) الإنسان مطالب ببذل الأسباب، والعمل الصالح سبب.

"وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار" يعني مت على غير اعتقاد أن الله -جل وعلا- قدر عليك هذا الأمر دخلت النار؛ لأن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015