"ولو رحمهم لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم" وفي الحديث الصحيح: ((لن يدخل أحدكم الجنة بعمله)) يعني لو حوسب على النعم التي أولاه الله إياها في مقابل أعماله الصالحة ما بقي له شيء؛ لأنه مأمور بالشكر على كل هذه النعم، ثم إذا حوسب ووضع السمع البصر العقل جميع النعم التي لا تعد ولا تحصى لو وضعت نعمة من هذه النعم في مقابل أعماله لرجحت بها، وذكرنا في درس مضى أن الإنسان لو أن الأصبع الصغير الخنصر ضل واقفاً لا ينثني تعب منه تعباً شديداً، ما في ألم، لكنه لا ينثني تعب منه تعباً شديداً، ترى ليس بالأمر السهل أن يستمر الإصبع واقف هكذا، فضلاً عن اليد كلها أو الرجل، يتأذى بها، فكل مفصل من المفاصل نعمة من نعم الله تعالى تحتاج إلى شكر في كل يوم، في كل صباح، تحتاج إلى صدقة عن كل مفصل، وعدة هذه المفاصل ثلاثمائة وستون مفصل.
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} [(18) سورة النحل] ثم خفف عنكم عن هذه الصدقات الثلاثمائة وستين، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى، إذا ركعت ركعتين خلاص إضافة إلى أنك لو قلت: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له مائة مرة، وسبحت مائة مرة، وهللت مائة مرة انتهى، والله المستعان.
"ولو رحمهم لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم" ((ولن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)) رحمة الله -جل وعلا- التي وسعت كل شيء، ولو علم الناس ما في رحمة الله من السعة ما قنط من رحمته ولا الكافر، لكن مع ذلك الله -جل وعلا- حرم الجنة على من يشرك به، والله -جل وعلا- لا يغفر لمن يشرك به، فلا نصيب لهم من الجنة، كما أنه حرم النار على من مات وهو لا يشرك بالله شيئاً.